توظيف الاضداد في الشكل لابتكار لوحات فنية معاصرة
مؤلف
شعلان، دعاء بنت السيد حسين
الملخص
التربية الفنية تعني التربية بمفهومها الواسع عن طريق ممارسـة الفن، أو عـن طريق تعليم الفن، أي كل مظاهر الفنون، فالتربية الفنية تقوم بدور هـام فـي حيـاة الفرد، فعن طريق الإعمال الفنية يستطيع الفرد أن يفكر وينـتج ب حريـة تامـة دون قيود، وهو بذلك يمارس عملية الإبداع ويتفاعل مع الموضوع وخاماته وأدواته علـى نحو يربي فيه الإحساس بالجمال. تعتمد التربية الفنية على التناول الحسي للعناصر والأشـياء المحيطـة بـالفرد وتعمل على أن يصل الفرد من خلال الرؤية البصرية المتعمقة ومن خـلال التأمـل والتدقيق في المشاهدة إلى التفكير الإبداعي ، فهي تقدم للفرد سبل اكتساب المهـارات اللازمة لإبراز هذا التفكير وتمده بالأساليب والخامات والأدوات الهامة لإنتاج العمل الفنية ، كما أنها وسيلة حسية هامة من وسائل المعرفة توازي غيرها مـن الوسـائل العلمية التي يستطيع بها الإنسان أن يصل إلى فهم بيئته، كما تعلـم طريقـة التفكيـر العلمية وأساليب تطبيقها في الميادين المختلفة، فهي تـربط بـين العلـوم المختلفـة فيستطيع المتعلم بها أن يترجم بعض الحقائق والمفاهيم إلى أشـكال تسـهل عمليـة التعليم وتوضح الحقائق والمفاهيم المختلفة المراد تعلمها . ولذلك نلاحظ أن لغة الشكل تعتمد على عناصر العمل الفني والتي يقـع عليهـا نظر الفنان صاحب التكوين والتي يستلهم منها المناسب لفنه لتحقيق مضمونه، وهـذا ما يعطي لكل عنصر أو لكل فكرة خصائص ذاتية واسـتقلالية محـددة مـن خـلال محتويات العنصر الواحد التي تقم على وسيلة التعبير. فالشكل وسيلة مهمة تنبع من معناه الذي يعني ترتيب وتنظيم قوالب البناء الفني على نحو معين، إضافة إلى أن الشكل له دلالتها ويثرى العمل الفني بل يضيف عليـه التنظيم والثقل. لكن هناك اختلاف حقيقي في الأشكال هذا الاختلاف ناجم عن توزع البشـرية بين ثقافات متباينة ومتضادة هي وليدة حضارات إنسانية تتمدد عبر رقعة الجغرافيـا ومدى الزمان الإنساني بأكمله، فللحضارات مكوناتها المادية والمعنوية، هذا التضـاد والتباين صنعه الإنسان جراء تكيفه مع البيئة المحلية واستثماره لها