الصورة الفنية في خطب صدر الإسلام : دراسة بلاغية نقدية
مؤلف
الجاسم، جمانة بنت منذر
الملخص
لقد شغلت الخطابة جانباً عظيماً من حديث رسول الله S ، وحديث الصحابة الكرام والتابعين لهم وهم الذين (كانوا مصابيح الظلام ، وقادة هذا الأنام، ومِلْحَ الأرض، وحُلِيَّ الدُّنيا، والنّجومَ التي لا يضلُّ معها السَّاري) ( )، (وهم الذين جَلَوْا بكلامهم الأبصارَ الكليلة، وشَحذوا بمنطقهم الأذهانَ العليلة، فنَبَّهوا القلوبَ من رَقدتها، ونقلوها عن سوء عادتها، وشفَوها من داء القسوة، وغباوة الغفلة، وداوَوْا من العيّ الفاضح، ونهَجُوا لنا الطّريق الواضح) ( ) . وقد اهتم الدارسون بالبلاغة العربية قديماً وحديثاً وشهدوا بعلو البلاغة النبوية، لكنهم قصروا في الجانب الخطابي منها الذي تأثر ببيان سحره الصحابة والتابعون، فأتوا بنماذج حية تعيش مع المتلقي ، وتتحدى حدود الزمان والمكان، فهذا اللون من ألوان الأدب – أعني الخطابة – ظل إلى اليوم حديث مصادر الأدب وبعض مصادر النقد والبلاغة العربية ، ولم أجد كتاباً واحداً من آثار السابقين أو المعاصرين عني بدراسة الخطابة عند العرب في جاهليتهم ، أو في الإسلام فأخرج دراسة مستوعبة مستقلة تعنى بالدراسة الفنية لنصوص الخطابة كالتي أرمي إليها في بحث هذا الموضوع ، والدارسون اليوم بحاجة إلى أن يكشفوا الجمال الفني في خطابة الرعيل الأول ، ويجعلوا ذلك همهم الذي يسمون به على كل دراسة أدبية أخرى ، وينالون به شرف المساعدة في فهم الشكل الفني لنصوص الخطابة في صدر الإسلام ، وما أضافه هذا الشكل في اتجاه الخطابة الفكري ، وأن يطبقوا ذلك على خطابة ذلك العصر ؛ حتى يصلوا إلى كل مسلم .