الاستدراك على المعاجم العربية لدى اللغويين العرب : دراسة تطبيقية
مؤلف
الصفدي، تهاني محمد سليم
الملخص
عمل فيه المؤلف على اختصار شرح السيرافي لكتاب سيبويه ، ومن هنا تظهر أهمية هذه الرسالة ، فهي تعدُّ رافدا من روافد شرح السيرافي الذي لم يكتب له أن ير النور كاملاً ؛ إذ يسهم في سدِّ شيء من الحاجة إليه ، ويساعدا على فهمه ، ويزيد في توثيق بعض نسخه . ولعل شعور مؤلفه بطول شرح السيرافي وسعته دفع به إلى اختصاره والتعليق عليه . منهجه : وضع الواسطي عنواناً لكتابه يدل به على نهجه ، فقال : التعليق المختصر...فهو قائم على استدراكات واستنباطات وترجيح ونقد للآراء ، وزاد على شرح السيرافي إشارات ومسائل مهمة ؛ فهذا هو التعليق . وأما الاختصار فله طريقته فيه ؛ فلم يتعامل مع شرح السيرافي على أنَّه مستقل عن بعضه ، بل تعامل معه على أنَّ بعضه يكمل بعضا ؛ فجمع بين المواطن والأبواب المتشابهة ، كما أن اختصاره في جملته لم يكن مخلاً ؛ إذ حرص على صوغ الكلام الطويل بعبارة مختصرة دالة فاكتفي بما يراه مهما ، وحرص على عدم الإعادةِ والتَّكرارِ ، وحرص في الغالب على وضوح الكلام والبعد عن غامضة ، واهتمَّ بخلاصات السيرافي للمسائل ، وزاد عليها خلاصات أخر . أما من ناحية المفردات اللغوية فقد استدرك على السيرافي وزاد في شـرح بعضهـا ، ونقـل سماعاً عن الأعراب ـ رغم أنه في غير عصر الاحتجاج ـ ليزيد المسألة النحوية دقـة ووضوحاً ، بل له من التفسيرات ما لم أجده في المعاجم اللغوية حسب إطِّلاعي . ويعدُّ الشاهد أساساً في المسألة النحوية عنده ، ولم يخرج عن منهج السيرافي في تقديمه للشاهد من القرآن والقراءات ثم الشعر وأقوال العرب ، وزاد توثيق نسبة بعض ما أهمله السيرافي من شواهد شعرية ، وخالفه في قليل منها في وجه الاستشهاد . منهجه في عرض المسائل : يورد الواسطي آراء النحاة في المسائـل والاعتراضات عليها ، ويعلل ويرجح أحيانا؛ مما يظهر شخصيته العلميَّة ، كما وثَّق نسبة بعض الأقوال التي وردت في شرح السيرافي غير منسوبة ، وقد يعترض عليه بأدب ، ملتزماً بأدب العلماء في كلِّ ذلك ؛ فلا يتعجَّل بانتقاده أو تخطئته ، وقد يوجِّه نقده له على شكل تساؤل ، ونادراً ما يقسو عليه ويخالفه . مذهبه النحوي : أما موقفه من النحويين فاتَّسـم بالموضوعية والتجرد ، فيأخذ منهم ما يراه صواباً ، ويعترض على ما يراه خطأ ، لا فرق في ذلك عنده بين البصريين والكوفيين ، ولا بين نحوي وآخر ، والذي ظهر للباحث أنَّ الواسطي يميلُ إلى المذهبِ البصري بغير تعصُّب ، وإنما كان عن اقتناعٍ بآرائهم ، وله اجتهاداته في بعض المسائل