علل الحديث لابن أبي حاتم الرازي من قوله علل أخبار رؤيت في مناسك الحج من أول رقم (787) إلى نهاية المسألة رقم (937) وهي قوله سئل أبو زرعة عن حديث رواه زيد بن الحباب تحقيقا وتخريجا ودراسة /
مؤلف
الغميز، تركي بن فهد بن عبد الله
الملخص
وتتلخص أهمية هذا الموضوع بالأمور التالية : 1- ما سبقت الإشارة إليه أن علم العلل أدق علوم الحديث وأغوصها ، وأن البحث فيه يستلزم البحث في بقية علوم الحديث ، بل وفي فقه الحديث ، إذ من العلل الواردة في الأحاديث ما لا يمكن كشفه وبيانه إلا بعد طول بحث ونظر ، وهذا من أهم ما ينفع الباحث ، وإن كان فيه عناء ومشقة . 2- أن كتاب "" علل الحديث "" لابن أبي حاتم أصل في المؤلفات في هذا الموضوع لجلالة مؤلفه وجلالة شيخيه الذين تدور عليهما أغلب مادة هذا الكتاب ، وهما : أبو حاتم، وأبو زرعة الرازيان، مع ضخامة الكتاب، وثرائه بالمادة العلمية، واشتماله على عامة أنواع العلة بحيث يتسنى للباحث النظر في ذلك أجمعه . 3- الحاجة الماسة في هذا العصر لإحياء هذا العلم الذي كاد أن يندثر وينسى ، فقد أعرض عنه عامة الباحثين ، ولم يقف الأمر على هذا ، بل تعدى ذلك إلى أن صارت بعض عبارات الأئمة في تعليل بعض الأحاديث محل نقدٍ وردٍ بغير حجة ، وقد يكون فاعل ذلك أقل ما يقال فيه أنه لم يفهم معنى كلامهم فهماً صحيحاً . ومن تأمل في جملة من المؤلفات في تمييز صحيح السنة من ضعيفها ، في هذا العصر وقبله - أيضاً - عرف أن هذا العلم قد لقي صدوداً وإعراضاً من كثير ممن يتعنى النظر في صحيح الحديث وسقيمه . وقد ترتب على ذلك خلل شديد ، وفساد عريض ، فكم نسب إلى النبي مما لا يصح أنه قاله ، بل مما قد يتفق أئمة هذا العلم على أن نسبة ذلك إلى النبي خطأ ووهم. ومن هنا كان قسم السنة وعلومها بجامعة الإمام موفقاً أيما توفيق بفتح المجال للباحثين في هذا العلم الشريف ، ومن ذلك طرح هذا المشروع النافع في خدمة كتاب ""علل الحديث"" لابن أبي حاتم تحقيقاً لنصه ، وتخريجاً ودراسة لأحاديثه دراسة موسعة ينتفع بها الباحث أولاً ، ثم الناظر ثانياً . وأما أسباب اختياري لهذا الموضوع فهي كالتالي : 1- ما سبق بيانه من أهمية هذا الموضوع من جميع جوانبه . 2- حرصي الشديد على البحث في هذا المجال ، وقناعتي الشديدة بذلك ، ولم تكن صعوبة البحث في ذلك خافية علي ، ولكني رأيت أن هذا الطريق من أمثل الطرق التي تفيد الباحث ، وتبعث فيه ملكة النقد والتمحيص ، مع ما يورث ذلك من حب هؤلاء الأئمة ، وتعظيمهم ، ومعرفة قدرهم ، وإنزالهم منازلهم اللائقة بهم ، لعلو قدمهم في هذا العلم الدقيق ، الذي لم ينالوه إلا بعد طلب دائب ، وصبر عظيم ، مع ما منحهم الله من البصر النافذ ، والفهم الثاقب ، فرحمهم الله رحمة واسعة . 3- أن من توفيق الله لي أن صار من نصيبي في هذا الديوان العظيم كتاب المناسك بتمامه من أولـــــــه إلى آخره ، وزيادة عليه من كتاب الغزو والسير ، وكتاب المناسك يعتبر وحدة موضوعية مستقلة ، يمكن الانتفاع به دون التعلق ببقية الكتاب ، ثم إن في المناسك أحاديث كثيرة اشتهرت عللها وكلام الأئمة فيها ، وقد بني عليها مسائل في المناسك ، فكانت دراسة هذه الأحاديث دراسة وافية من الأهمية بمكان .