ملامح المدرسة الأدبية في تناول الشواهد البلاغية في كتابي عبدالقاهر الجرجاني
مؤلف
القحطاني، محمد مفلح عبد الله آل مداوي
الملخص
طبق عبد القاهر الجرجاني معايير المدرسة الأدبية في تناوله الشواهد من خلال كّتابيه ""دلائل الإعجاز"" و""أسرار البلاغة""؛ فلم يهتم كث ًيرا بالتحديد والتقسيم، وإنما التزم التعمق في التناول البلاغي لشواهده، وقد استعمل المقاييس الفنية للمدرسة الأدبية في الحكم على الأدب، واهتم بالذوق والإحساس الفني اهتماًما كب ًيرا ، وإ ّن المتتبع لمنهجه في كتابيه يخرج بنتيجة مفادها تنمية ملكته اللغوية والبلاغية، وكذلك التذوق الأدبي، والاهتمام بتعليل الجمال.4 إ ّن أسلو َب عبد القاهر الجرجاني في كتابيه سهل لا يحتاج إلى عناء كبير لفهمه، وهذا من أبرز ما يميز المدرسة الأدبية، بعكس التقعر اللفظي والتعقيد في المدرسة الكلامية. وقد أسرف عبد القاهر في ذكر الشواهد والأمثلة -كما هو مفصل في متن الرسالة -، ولم تكن الأمثلة عنده مقتصرة على الشعر، بل أي ًضا أورد شواهد عديدة من القرآن الكريم، والأحاديث النبوية. ويمكننا أن نخلص إلى نتيجة هذه الدراسة بأن نقول: إ ّن الجرجاني قد وّفّ لأسسه وأصوله؛ فكان من أبرز النقاد العرب الذين أقاموا النقد على قواعد علمية لها أركانها وأدلتها من غير أن يهمل الذوق وأثره في تمييز الكلام ومعرفة وجوهه، ومن غير أن يهمل الطابع الذاتي الذي يميز ناقًدا عن آخر، ولذلك كان من أعداء التقليد، ورأى أن كث ًيرا من الأخطاء التي شاعت بين الناس ترجع إلى تقليدهم بل إلى أن التقليد يفسد الذوق ويقضي على العلم. وفي (دلائل الإعجاز) كثير من الإشارات إلى نفوره من التقليد ودعوته إلى نبذ الآراء السقيمة والرجوع إلى العقل لإعادة النظر فيها والوقوف على الصحيح. وهذا الإيمان دفعه إلى أن يجدد في البلاغة والنقد ، وينقض كث ًيرا من الآراء السائدة ، ويقيم آراء تقوم على الفهم والإدراك العميقين، والذوق والإحساس الروحاني وما إلى ذلك من أسس يتخذها المجدد عدة له ويزن بها أقواله، وعبد القاهر في ذلك يقيم نقده على أساسين: القاعدة والذوق، وبذلك أرسى القواعد والأصول، وأصبحت بلاغته ونقده عمدة الدارسين، وقد التزم المدرسة الأدبية في أصولها وأركانها