الملخص
و قد قادني هذا البحث إلى عدد من الاستنتاجات , أبرزها : 1 – توافر الوحدة العضوية في كثيرٍ من نصوص شعرنا القديم , حيث يلجأ الشعراء في أحايين كثيرة إلى ربط أجزاء النص بعدد من الروابط اللفظية و المعنوية , و قد وقفت على بعض ذلك عند أبي ذؤيب. 2 – التأكيد عمليًّا على إمكان استثمار البلاغة في الدراسات النقدية الحديثة , و إثبات مسايرتها لما يستجد على مستوى النقد الحديث , و قد أشرت في المقدمة إلى ما يسمى "" بالمنهج البلاغي في دراسة الأسلوب "" . 3 – اتضح لي من خلال هذا البحث بعضٌ من تلك القيمة التي يتسم بها شعرنا القديم , و لا سيما ما يتعلق منها بجانب الثراء اللغوي و اكتمال الأدوات الفنية ؛ مما يجعل هذا المخزون الشعري مؤهلاً بدرجةٍ كبيرةٍ لأن تنهض عليه العديد من الدراسات النقدية و البلاغية ؛ إذا تجاوز الباحثون ما يتعلق بصعوبة لغته و تعبيراته . 4 – ألقت هذه الدراسة الضوء على الظواهر الأسلوبية التي تسترعي الانتباه لدى الشاعر ؛ و لعل من أبرزها خصوصًا : ظاهرة تكرر المواد اللغوية ( جناس الاشتقاق ) , و ظاهرة "" الصورة الاستدارية "" التي تعد نمطًا متقدمًا من التصوير برع فيه أبو ذؤيب , و في هذا ما يؤكد الفنية العالية و الشعرية المتميزة للشعر الجاهلي , و مما يلفت النظر كذلك في شعر أبي ذؤيب : غياب الملامح الإسلامية الناتجة عن تأثر الشعراء بلغة الدين الجديد , و تشكل هذه السمة ظاهرة غريبة في شعره تستحق الوقوف عندها و تفسيرها. و أخيرًا : أرجو أن أكون قد قدمت في هذا البحث ما يرضي الباحثين و المتابعين , و أن أكون قد حققت ما وعدتهم به من خدمةٍ للبلاغة العربية و استثمارٍ لها في دراسةٍ نقديةٍ حديثة ؛ لعلها تضيف جديدًا في مجالها , و أن تفتح أفقًا للبحث البلاغي النقدي .