الملخص
مستخلص تتناول هذه الدراسة التركيب في حروف المعاني, وأثر هذا التركيب في معنى الجملة وإعرابها. سواء أكان ذلك من الناحية النظرية أم التطبيقية, وهي بذلك تهدف إلى جمع هذه الحروف وحصرها التي تركبت مع غيرها, فانطلقت الدراسة بدءا من تحديد معنى التركيب المراد, وهو الذي يدل على معنى لم يكن ليدل عليه الواحد منها قبل ضمه إلى صاحبه, ومن هذا المنطلق أخذت الدراسة في تناول كل حرف مركب من ثلاث زوايا, القول بتركيبه, حتى ولو كان القائل واحدا من النحاة, وما دار بين النحاة من خلاف حول تركيبه, بما يوضِّح حجة القائلين بتركيبه, ورأي المخالفين له وحجتهم والترجيح في ذلك. حتى إن لم يكن التركيب ظاهرًا وجليًّا, وإنّما ظهر من خلال أثره في معنى الجملة وإعرابها, أو من مبنى الحرف ذاته. أما الزاوية الثانية فهي ما يحدثه الحرف بعد تركيبه من أثر في معنى الجملة وذلك في الغالب الأعم. فإنّ الشيئين إذا خلطا, حدث لهما حكم ومعنى لم يكن لهما قبل مزجهما, وهو ما يقودنا إلى الزاوية الثالثة، وهي ما يحدثه الحرف بعد تركيبه من أثر في الموضع الإعرابي, وإعماله أو إهماله في الجملة العربية. مدعمًا ذلك كله بالشواهد المتعددة من آيات قرآنية وأبيات شعرية, مبينًا آراء العلماء في ذلك كله, مع الترجيح لما هو راجح والدليل عليه, وتحقيق الآراء وتصحيح نسبتها إلى أصحابها. كما أشارت الدراسة إلى موقف علماء العربية من ظاهرة التركيب وأنه ما من أحد أنكره على الإطلاق, وإن تباينوا في قبوله بين أخذ ورد, وتأييد وإنكار,حتى خلصت الدراسة إلى عدة نتائج كان من أهمها: أنَّ التركيب في حروف المعاني أحدث آثارًا عدة من أبرزها: إحالة العامل إلى مهمل كدخول ""ما"" الكافة على الحروف الناسخة, وقلب معنى الحرف, كما في ""أنّ"" الناصبة للمضارع الدالة على إمكان الفعل حيث أصبحت تدل على إمكان نفي الفعل بعد التركيب. وغيرها من الآثار التي أحدثها التركيب. ومن النتائج التي خلصت الدراسة إليها أيضًا: إفادة المعنى البلاغي, وإيجاد سعة في استخدام اللغة, وغير ذلك مما عنيت به هذه الدراسة.