أثر التغذية الراجعة في الواجبات المنزلية على التحصيل في مادة الرياضيات على تلاميذ المرحلة الابتدائية
مؤلف
المدني، معن بن محمد بن عبد الفتاح،
الملخص
تشغل الواجبات المنزلية أذهان جميع القائمين بالعملية التعليمية منذ وقت طويل حيث تمثل أداة فعالة لمساعدة التلاميذ على اكتساب المعلومات والمهارات وتنمية الفكر السليم لديهم من أجل خلق جيل صالح مسلح بالعلم والإيمان لخدمة وطنه في جميع مجالات الحياة في المستقبل القريب . فنجد اللقاني ( 1979، ص131) حدد أهمية الواجبات المنزلية في العملية التعليمية بقوله بأنها من أكثر الأمور أهمية في العملية التعليمية ما يكلف به التلاميذ من واجبات منزلية بين درس وآخر وهو يعد من الأمور الأساسية بالنسبة للمدرسين والتلاميذ ، بل وكثيراً ما يمتد الإحساس بأهمية هذا الأمر إلى أولياء الأمور ويتمثل هذا الاهتمام في حرصهم على أن يقوم التلاميد بإنجاز ما يطلب منهم إنجازه في شكل قراءة درس معين أو رسم خريطة أو كتابة موضوع معين للتعبير عنه ، أو عمل بحث قصير أو غيرها من الأمـور التــي تعتبر من باب التدريب والإمداد للدرس الذي تم تدريسه في الفصل . واتفق معه الفطايري (1990) "" بأن الواجبات الدراسية تشكل مجالاً مهماً من مجالات اتخاذ القرارات بشأن تنفيذ محتوى المنهج سواء داخل حجرة الدراسة أو خارجها "" ص 261 . واعتبر علي (1991،ص6) أن الواجبات المنزلية عنصراً مهماً في العلمية التعليمية لما لها من دور كبير في جعل التلاميذ يطبقون ما تعلموه في حجرة الدراسة من معارف ومهارات ،وما اكتسبوه من اتجاهات وإلى جانب ذلك تمد النشاط التعليمي المدرسي إلى المنزل وعليه لا يحس التلاميذ بانقطاع عن العملية بعد نهاية اليوم الدراسي . ولما للواجبات المنزلية من أهمية في رفع مستوى التحصيل للتلاميذ إلا أن سترا نج (1997م، ص55 ) لاحظ أن الواجبات المنزلية إذا زادت عن الحد المعقول تحول بين التلاميذ وأداء عملهم في اليوم التالي حيث ذكر بأن الواجب المنزلي إذا زاد عن حده قد يؤدي إلى الإرهاق مما يحول بين التلاميذ وبين أداء عملهم في المدرسة لليوم التالي على خير وجه ، لذلك ينبغي عند اتخاذ أي قرار خاص بالواجب المنزلي أن تراعي عوامل كثيرة من أهمها الظروف المنزلية العائلية ومقدار الواجب الذي يكلف به التلاميذ ، وعلاقته بالوقت الذي يقضيه في الدرس بالمدرسة ، ومدى أهمية المنهج المدرسي للتلاميذ وحفزهم على القيام بنشاط دراسي في الفصل وخارجه . ولا يقف الواجب المنزلي عند هذا الحد بل يجب أن يتعداه إلى ما بعد إعطاء الواجب – أي التغذية الراجعة – فعملية تزويد الفرد بالبيانات الضرورية عن سير أدائه يعتبر خطوة إرشادية هامة تمكنه من القيام بفاعلية أكثر في المستقبل . ومما تجدر الإشارة إليه أن استعمال اصطلاح التغذية الراجعة في مجال التربية جاء بديلاً للاصطلاح الذي كان شائعاً وهو "" معرفة النتائج "" وهذا ما أشار إليه أوستن (1979، Austin) بأنه "" نظراً لكون مفهوم معرفة النتائج محدداً في معناه ومضمونه بعض الشيء ، حيث أن معرفة النتائج لا تعنى بالضرورة استفادة الفرد منها في تعديل سلوكه وتوجيهه الوجهة الصحيحة ، فإن مفهوم التغذية الراجعة يعتبر أكثر شمولاً حيث أنه يعني بالإضافة إلى معرفة النتائج أمور أساسية أخرى أهمها استخدام هذه المعرفة في إجراء التحسينات المطلوبة في العملية التربوية "" ص26 . واختلف المعلمون في طرق المتابعة والتقويم لأداء التلاميذ حيث أشار هجرس وعبد المقصود (1989, ص.ص292-293) بأنه تتنوع أساليب تقويم المعلمين لأداء التلاميذ حيث يمكن تقسيمها إلى : 1/ إعطاء درجة كلية للواجب المنزلي دون توضيح الأخطاء . 2/ رصد الأخطاء الشائعة على السبورة وتصويبها من قبل التلاميذ . 3/ كتابة كلمة نظر في دفاتر التلاميذ دون إبداء رأيه في استجاباتهم . 4/ جعل التلاميذ يقومون أنفسهم ذاتياً تحت توجيه وإشراف المعلم . 5/ جعل التلاميذ يشتركون في تقويم أعمال بعضهم البعض . ويرجع التنوع بأساليب التقويم لأداء التلاميذ إلى اختلاف حجم التلاميذ من مدرسة إلى مدرسة أخرى واختلاف المنهاج المدرسي وعدم توفر الوقت الكافي للمعلمين بعد أوقات الدوام الرسمي. ونظراً لكثرة الدراسات السابقة التي تناولت أثر الواجبات المنزلية على التحصيل الدراسي وأغفلت جانب التغذية الراجعة إلا في قليل من الدراسات والتي طبقت على المرحلتين المتوسطة والثانوية - على حد علم الباحث – ولما يتطلب ذلك وقت و الجهد من المعلم داخل الفصل وخصوصا مع ازدحام الفصول وتكدسها بأعداد كبيره من التلاميذ في مدرسنا عامه لذا رأى ضرورة تطبيق مثل هذه الدراسة على تلاميذ المرحلة الابتدائية للتحقق من أثرها على التحصيل الدراسي . مشكلة الدراسة : في ضوء ما سبق الإشارة إليه من أهمية التغذية الراجعة في الواجبات المنزلية وتنـوع أساليب تقديمها خاصة في المرحلة الابتدائية والتي تؤثر على مستوى تحصيل التلاميذ ، فإن مشكلة الدراسة الحالية هي التعرف على "" أثر التغذية الراجعة في الواجبات المنزلية على التحصيل الدراسي في مادة الرياضيات لتلاميذ الصف الثالث الابتدائي "" . فــروض الــدراســة : ينطلق البحث من الفرض الصفري التالي : لا توجد فروق ذات إحصائية في التحصيل البعدي بين متوسط درجات المجموعة التجريبية ومتوسط درجات المجموعة الضابطة بعد ضبط التحصيل القبلي تعزى إلى التغذية الراجعة من خلال الواجبات المنزلية .