الملخص
تتجلى بفضل الله تعالى أهمية هذا الموضوع وأسباب اختياره من خلال الوجوه التالية: 1- إن تبليغ الرسالة مهمة الأنبياء والمرسلين -عليهم الصلاة والسلام-، وإن كلا منهم سوف يسأله الله -- يوم القيامة عن قيامه بتبليغ ما أرسل به إلى الناس، إذ لن يستطيع الناس أن يصلوا إلى ما أوجبه الله عليهم من أمور دينهم إلا بتبليغ المبلغين لرسالة رب العالمين، فلهذا كان للبلاغ أهمية عظيمة، وبالتالي تكون الدراسة في نصوص البلاغ من الكتاب والسنة مهمة، حيث تدرس دراسة دعوية؛ ففيه تنبيه للناس وتحريض للدعاة على أهمية البلاغ وتبليغ الرسالة. ب- إن القرآن الكريم والسنة النبوية هما المصدران الأصليان لدين الإسلام اللذان يجب أن يرجع إليهما جميع أمور الدين، فالدراسة في نصوص منهما دراسة دعوية أمر لازم، حتى تستخرج من تلك النصوص دروس وفوائد يستفيد بها الدعاة أثناء قيامهم بالدعوة إلى الله --. ج- إن مسؤولية البلاغ ليست مقصورة على الأنبياء والرسل الكرام -عليهم الصلاة والسلام- ولا على العلماء فحسب، بل إن البلاغ مسؤولية كل فرد عرف شيئا من أمور الدين، فليبلغ ما عرفه لغيره ممن لم يعرفه، لقول النبي --: ""بلغوا عني ولو آية ..""( )، والدراسة في هذا الموضوع فيها تنبيه لكل واحد منا على عظم المسؤولية، وتحذير له من الإهمال والغفلة. د- ثم إن عدم وجود دراسة سابقة في هذا الموضوع بوجه خاص -حسب علمي- يزيده أهمية. فنظرا إلى ذلك، اختار الباحث هذا الموضوع رغبة في أن يتصل بمصدري الدين الإسلامي الأصليين اتصالا مباشرا مع الاطلاع على ما قاله العلماء من تفاسير وشروح لهما، وكذلك رجاء أن يوفقه الله تعالى للإسهام بهذا الجهد المتواضع في توفير ما يحتاج إليه الدعاة خاصة والناس عامة.