دلالات الدمع في شعر الغزل الأموي.. اعداد زينه عوض جابر القحطاني.
مؤلف
القحطاني ، زينة عوض جابر
الملخص
المستخلص: هذه الرسالة الموسومة بـ ""دلالات الدمع في شعر الغزل الأموي"" جاءت الرسالة منسقة على فصلين، مسبوقين بمقدمة وتمهيد، ويليهما خاتمة تضم أهم النتائج. وعليه فإن العصر الأموي لما عرف عنه من حياة الترف والدعة التي نتجت من رغد العيش؛ فقد مال الشعراء إلى الغزل بألوانه المختلفة، ولما كان الدمع لغة حسية تترجم ما يمر به الإنسان من مشاعر مختلفة، ويعبر به المرء عن خلجات نفسه، فقد ارتبط ارتباطًا وثيقًا بالغزل؛ وقد تأرجحت دلالاته وبواعثه في غزل شعراء العصر الأموي، فكانت ما بين مادية ومعنوية؛ فأما المادية فتلخصت في الأماكن والأطلال التي تثير حنين الشاعر إلى أيام خلت وتهيج دمعه وأحزانه، كذلك الديار وبعدها والحنين إلى من يقطنها، كما أن العامل الزمني واختلاف بيئات الشعر الأموي قد أسهمت في تعدد بواعث الدمع تزامنًا مع المواقف المختلفة التي تترتب على الغزل، وأما البواعث المعنوية للغزل الأموي فقد انحصرت في الخوف من العذل والفراق، وقسوة المحبوبة والحرمان منها، والشعور باليأس والإحباط من وصلها، والحزن مما يلاقى من سوء معاملة المحبوبة؛ فيذرف الشاعر الدمع الغزير جراء ذلك. كما أن هناك العديد من المؤثرات الشخصية والتي تكون عاملًا مساعدًا في تجربة الشاعر الغزلية، وسببًا في انسكاب دمعه بالإضافة إلى البواعث السابقة، ومن أبرز هذه المؤثرات؛ المؤثر الفكري الذي يبرز من خلال ألفاظ الشاعر وتوظيفه لألفاظ الدمع في شعره، كذلك المؤثر الثقافي الذي تمثل في المخزون الثقافي والديني للشاعر الأموي والذي أثر على اللون الذي انتهجه من الغزل، سواء أكان غزلًا صريحًا أم عفيفًا، كما أن الأثر السياسي كان له دور بارز في تشكيل ألفاظ الدمع في شعر الغزل؛ إذ إن الصراعات السياسية وما ترتب عليها من فراق الأحبة سواء طوعًا أم قسرًا قد أسهمت بشكل فاعل في انسياب دمع الشاعر في أرجاء قصيدته. ويعد الدمع بعدًا إنسانيًا به يعبر الشاعر عما يعجز عنه الكلام والفعل عن احتوائه؛ كالشعور بالآخر، فالشاعر يتوحد مع من حوله فيشعر بشعورهم، وخاصة المحبوبة، كذلك يعد الدمع من الطقوس المصاحبة للوداع دليل الحزن على الفراق، ومن الأبعاد الإنسانية كذلك للدمع مباكاة الحمائم، فالشاعر يجعل الطبيعة رفيقه الذي يشاركه حزنه وتذرف الدمع معه لوعة وأسى على ما ألم به.