الملخص
وكان أهم أسباب اختياري لهذا الموضوع ما يلي : لم أرَ أحدا من الباحثين لا في القديم ولا في الحديث قد خصّ (ما) الموصولة بدراسة بلاغية متخصصة وافية في أحضان نظم القرآن، على الرغم من وفرة شواهدها، واكتنازها بالأسرار، وكثرة استعمالها في لسان العرب. ولقد بهرتني ببيانها العالي ووسمها الخاص في تضاعيف النظم وقت دراستي لسورة (هود) في مرحلة الماجستير، فبيّت النية والعزم على دراستها في الدكتوراه إذا شاء الله تعالى. وقد حقق الله لي المراد، فله الحمد والمنة أولا وآخرًا. وجود بعض الدراسات والإشارات والنكات حول بلاغة (ما) في مواضعها المختلفة من النظم مبثوثة في كتب التفسير والبلاغة بصفة خاصة، وكتب الأصول والنحو وغيرها بصفة عامة، فأحببت أن أقوم بجمعها والتأليف بينها، والإفادة منها، وتمحيصها، وتوثيقها، وإثبات النافع الموافق للحق، وردّ ما لم يقم الدليل الصحيح الصريح على صحته. توظيف المنهج البلاغي في دراسة النصوص القرآنية وفق منهج أهل السنة والجماعة خدمةً لمقاصد التنزيل، وبيانا لهدي رب العالمين، وردًّا على شُبه أصحاب البدع والأهواء والتأويل، ليزداد الذين آمنوا إيمانا، ويتنبه الضالون، والله الهادي إلى سواء السبيل. وتحقيقا لهذه الأغراض الشريفة جعلت البحث في مقدمة وتمهيد وثلاثة أبواب وخاتمة، تليها الفهارس.