الشامل في شرح أصول الفقه للشيخ فخر الإسلام علي البزودي
مؤلف
الحليبي، فيصل بن سعود بن عبد العزيز
الملخص
يمكنني إيجاز أهمية تحقيق ودراسة الجزء السابع من كتاب ( الشامل ) وسبب اختياره في النقاط التالية : 1)نفاسة الكتاب المشروح ، وهو المشهور بأصول البزدوي ، الذي قال فيه ابن خلدون _ رحمه الله _ في معرض بيانه لطرق تأليف أصول الفقه : (( وأما طريقة الحنفية ، فكتبوا فيها كثيراً ، وكان من أحسن كتابة المتقدمين فيها تأليف أبي زيد الدبوسي ، وأحسن كتابة المتأخرين فيها تأليف سيف الإسلام البزدوي من أئمتهم، وهو مستوعب )) ( ) . 2)شهرة أصول البزدوي عند العلماء بتعظيم شأنه ، مع صعوبة فهم مراميه على طلبة العلم ؛ لشدة اختصاره ، وعمق المقصود من عباراته ، ولذا وجّه جملة من العلماء جهودهم في إيضاح مراميه ، وبيان فوائده ، وقد أشار حاجي خليفة _ رحمه الله _ إلى هذا فقال : (( وهو كتاب عظيم الشأن ، جليل البرهان ، محتوٍ على لطائف الاعتبارات ، بأوجز العبارات ، تأبّى على الطلبة مرامه، واستعصى على العلماء زمامه ، قد انغلقت ألفاظه ، وخفيت رموزه و ألحاظه ، فقام جمع من الفحول بأعباء توضيحه ، وكشف خبياته وتلميحه ، منهم : . . . الشيخ قوام الدين الأتراري الحنفي )) ( ) . 3)شهرة الإمام البزدوي _ رحمه الله _ بالعلم ، وجلالة التأليف ، وحسبي من ذلك قول الإمام الذهبي _ رحمه الله _ في ترجمته : (( البزدوي : شيخ الحنفية ، عالم ما وراء النهر . . . صاحب الطريقة في المذهب )) ( ) ، كما قال عنه السمعاني _ رحمه الله _ : (( وكان إمام الأصحاب بما وراء النهر ، وله التصانيف الجليلة )) ( ) ، وحري بمن هذه صفاته ، وهذه نعوت مصنفاته أن ينكب العلماء عليها بالشرح والتعليق والتخريج كما حصل بالفعل لهذا الكتاب النفيس ، وحري أيضاً أن يُعنى بهذه الشروح بالتحقيق والدراسة .