الملخص
تعتبر الغابات من اهم النظم الايكولوجية على مستوى العالم واهم مصادر الامداد الحيوي والذي ينعكس على تحقيق التنمية المستدامة من الناحية البيئية, الاجتماعية والاقتصادية, وعلى الرغم من تلك الأهمية إلا ان الغابات تتعرض للعديد من المهددات الطبيعية والبشرية ومن اهم تلك المهددات حرائق الغابات, حيث تدمر حرائق الغابات ملايين الهكتارات من الغابات كل عام. في أكتوبر 2020، دمر حريق الغابات 1 هكتار من غابة جبل ال مفرح في السودة, حيث ساعدت نوعية الغطاء النباتي في تلك الغابة وموسم الجفاف والرياح الى انتشار الحريق بشكل كبير، مما أدى الى تغير في بعض خصائص التربة بالمواقع المتضررة وفقا لدرجة الضرر وكذلك تغير في دينامكية الغطاء النباتي في تلك المواقع وهيكلها وتكوين أنماط المجتمعات النباتية بعد الحريق, تبحث الدراسة في كيفية تأثير الحرائق على خصائص التربة والتغييرات الحاصلة في التنوع النباتي في الغابة، والتركيز على مرونة الأنواع الشجرية السائدة العرعر والطلح العسيري, حيث تم تحليل عينات التربة من 12 موقعا في المختبر, ودراسة الغطاء النباتي كما ونوعا , كما تمت مقارنة الغطاء النباتي مع ما قبل الحريق، وتم تحليل أشجارالعرعر و الطلح العسيري لفهم التغيرات التشريحية في تكوين الخشب في الحالات غير المحترقة وشبه المحترقة والمحترقة تماما, ومن أهم النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسة هو زيادة المادة العضوية في التربة مع وجود بعض الاختلافات في مكونات التربة الأخرى وفقا لمدة تعرضها الى الحريق وشدتة, تم توصيف التنوع النباتي لمناطق الغابة المتضررة بعد الحريق، ومقارنتة بالمناطق الغير متضررة , حيث أظهرت المناطق المتضررة زيادة ملحوظة في كثافة الأعشاب ولكن اقل كتنوع، وتم تسجيل 3 أنواع جديدة بعد الحريق, فيما يخص الأنواع الشجرية السائدة, يشير التحليل التشريحي إلى أن الحريق احدث ضرر هائل على نبات العرعر كمان ان نسبة تجدد النبات بعد الحريق ضئيلة جدا، في حين أن نبات الطلح العسيري أكثر مقاومة للحريق واكفأ قدرة في التجدد طبيعيا, وذلك يعود الى طبيعة التركيب للنوع النباتي ومدى حساسية الانسجة الداخلية للضرر من الحريق وشدته, ووفقا لذلك كان من المهم فهم تلك التغييرات للمساهمة في تقديم منهجية علمية لصناع القرارو لحفظ التنوع النباتي في الغابات بعد حدوث المهددات البيئية, وقد تم عرض بعض الجهود الوطنية التي ساهمت في إعادة تأهيل الغابات المتضررة بما يضمن تحقيق التوازن البيئي ومستهدفات مبادرة السعودية الخضراء.