الملخص
إن من أعظم النعم التي مَنَّ الله بها علينا ؛ أن علمنا وشرفنا بالاستقاء من معين العلم الصافي، وينبوعه الوافي ، الذي خلفه لنا علماء مخلصون ، وأئمة مهديون . فقد بدأت أجمع مسائل متفرقة مما جادت به قرائح العلماء ، وأجادته محابرهم ؛ وذلك فيما يتعلق باللبن تحت عنوان ( أحكام الألبان في الفقه الإسلامي ) ، مهتدية في ذلك بخيرة رب الأرباب ، ثم مشورة أولي العلم والألباب . وقد قمت بالكشف عن أحكام اللبن في جميع أبواب الفقه ، ودراستها دراسة تأصيلية وتفصيلية ما أمكن ، ودراسة ما جدّ من نوازل متعلقة بهذا الموضوع ، وتأصيل الدراسة فيها ؛ لبيان حكمها الشرعي ، وبيان شمول التشريع الإسلامي ودقته ، حيث لم يترك جليلة ، ولا دقيقة إلا وبيَّن حكمها للمكلفين . وتكوّن البحث من : مقدمة ، وتمهيد وخمسة فصول ، وخاتمة . فالتميهد اشتمل على تعريف اللبن ، وتعريف مشتقات اللبن . وفي الفصل الأول تناولت أحكام اللبن في العبادات ، وفيه خمسة مباحث ، وهي اللبن في طهارة الحدث ، واللبن من حيث الطهارة والنجاسة ، واللبن في الزكاة ، وإباحة الفطر في نهار رمضان لإضرار الصوم بلبن المرضع ، والتصرف في لبن الهدي والأضاحي . وأما الفصل الثاني ، ففيه تحدثت عن أحكام اللبن في المعاملات ، وفيه عشرة مباحث ، وهي: اللبن في البيع ، واللبن في الربا ، واللبن في السلم ، والانتفاع بلبن المرهون ، وقسمة اللبن في ضروع الماشية بين الشركاء ، واللبن في الإجارة ، والانتفاع بلبن الضالة ، ووقف الحيوان للبنه، وهبة اللبن ، والوصية بما في ضروع الأنعام . وأما الفصل الثالث ، فعرضت فيه أحكام اللبن في الرضاع ، وشروط اللبن المحرِّم ، واختلاط اللبن وأثره في التحريم ، واختلاط لبن امرأتين ، اختلاط لبن المرأة ولبن البهيمة ، واختلاط لبن المرأة بدواء أو ماء أو عسل ، ونوازل اللبن في الرضاع . والفصل الرابع تناولت فيه أحكام اللبن في العقوبات ، وفيه ستة مباحث ، وهي اللبن في الكفارات ، والقطع بسرقة اللبن ، والحد باتخاذ اللبن سكرا ، والتعزير بإراقة اللبن المغشوش ، والجناية على مخرج اللبن ، والعقوبة المترتبة على بيع اللبن الفاسد . والفصل الخامس ، اشتمل على أحكام اللبن في الأطعمة ، وفيه خمسة مباحث ، وهي لبن الجلالة ، ولبن الحمر ، ولبن الفرس ، والانتفاع بلبن ماشية الآخرين ، والتداوي باللبن . وأخيراً الخاتمة التي ذكرت فيها أهم النتائج التي توصلت إليها في البحث ، والتي تصل إلى ثمانين نتيجة وفائدة ، مما يعطي صورة ملخصة عما احتواه البحث . وبعد : فإن ما توصلت إليه من آراء أو ترجيحات لا يستغني عن التوجيه والتصويب والتسديد ، وهو جهد بذلته لا أقصد إلا عين الحق قد أصيبه ، وقد أخطئه ، فإن جاء هذا العمل على ما أملته ، فذاك فضل الله عليّ ، إن فضله كان علي كبيراً ، وإن كان غير ذاك ، فحسبي أني كنت أحرص على الصواب وأجتهد في تحصيله .