أحمد بن مشرف : حياته وشعره 1202-1285 هـ
مؤلف
المغنَم، ليلى بنت سعد بن صالح،
الملخص
أهمية الموضوع : الحمد لله على ما من به علينا من فضله وتوفيقه وتيسيره، وله الثناء الجميل العطر، والصلاة على خير الأنام ،وعلى آله وصحبه وسلم الذي وفقنا لإتمام هذا العمل الذي نرجو به وجهه الكريم فعسى أن يتقبله منا قبولاً حسناً. وبعد : ففي القرن الثالث عشر الهجري ،عرف في الأحساء شاعر مجيد. ظهر في شعره ثقافة عصره ،حيث كانت الدعوة السلفية الإصلاحية التي نادى بها الشيخ محمد ابن عبد الوهاب ونشرها الحكام من آل سعود هي السمع والبصر أمام طلاب المعرفة في أقاليم البلاد السعودية .. وابن مشرّف ممن رزق موهبة الشعر وصقلها بملازمة أستاذه الشاعر حسين بن غنام، ونماها بالاطلاع على آثار من سبقه من الشعراء، وبالدراسة في حلقات العلماء، فنال من علوم الدين واللغة العربية ما أهله إلى بلوغ منزلة رفيعة في مجتمعه .. ففي مجال الأدب أصبح شاعر الإمام فيصل بن تركي ، وزاد شعره على ثلاثة آلاف بيت ، صور في موضوعاتها واقع عصره ،حيث دار شعره حول الإمام فيصل بن تركي في أكثر من عشرين قصيدة ؛ لجهوده في خدمة دينه وأمته ووطنه. وبهذا عرف عند الناس بشاعر الإمام فيصل وطبق من جاء من حكام الدولة السعودية بعد الإمام فيصل بن تركي طريقته في تقريب الشعراء؛ لتوجيههم الفاعل كما هو واقع محمد بن عثيمين وأحمد الغزاوي في معية الملك عبد العزيز ، فكان شعر هذا الرجل سجلاً أدبياً لأحداث الدولة السعودية الثانية ، وليس هذا فحسب، فقد دافع عن الدعوة السلفية ، فكان من المناصرين لها وكان شعره شرحاً ودفاعاً عن الدعوة ، ومناقضاً للخرافات والخزعبلات التي كانت موجودة في تلك الحقبة فاصطبغ شعره بالروح الإسلامية في كل إنتاجه الأدبي. كما اعتمد في معالجته للقضايا والمشكلات التي تنبع من المجتمع وتفد إليه على القرآن الكريم ، وجعل الآيات والأحاديث النبوية الشريفة مصدراً مهماً لتوجيهه وإرشاده واقتراحاته ، وآرائه. كما استلهم ابن مشرّف التاريخ الإسلامي وصور لنا سيرة الرسول العطرة والخلفاء الراشدين وغيرهم ، كما أنشد في الشعر الوجداني من غزل ورثاء وغيرهما ، فشعره لم يدرس دراسة علمية موثقة في ظل الجامعات وهذه أول دراسة علمية عنه والله أعلم. وأخلص من كل ما تقدم للتدليل على أهمية دراسة هذا الموضوع الذي لم تفرد له دراسة مستقلة من قبل وإن وردت إشارات إليه في بعض الكتب المتقدمة ، وفي بعض الكتب الأدبية التي تناولت أعلام الشعراء في القرن الثالث عشر الهجري .. وفي تصوري أن إقدامي على تقديم دراسة جامعية عن حياة وشعر ابن مشرّف تحت إشراف أحد أساتذة الأدب تقوم على العرض والتحليل والتفسير والتقويم سوف يكون فيه إضافة جديدة في المكتبة السعودية.