الدراسات اللغوية عند أبي الوليد الوقشي الأندلسي في كتابه التعليق على الموطأ / إعداد سعد بن عبد الله الجبرين.
مؤلف
الجبرين، سعد بن عبد الله،
الملخص
وقد مهدت لذلك البحث بنبذة تاريخية عن علم غريب الحديث في الأندلس ظهر فيها اهتمام العلماء عامة وعلماء المغرب خاصة بعلم ""غريب الحديث"" وتبين فيها أن من أكبر المؤلفات في هذا الفن كتاب ""الدلائل"" القاسم بن ثابت السرقسطي (302هـ). كما ألقيت نظرة في هذا التمهيد على أبي الوليد الوقشي من حيث اسمه ونسبه ومولده ونشأته، ثم شيوخه وتلاميذه، وبيان منزلته العلمية. كما شمل التمهيد تعريفاً بكتاب ""التعليق على الموطأ ""من حيث نسخه المخطوطة والنسخة المطبوعة، وطريقة التأليف فيه، ومصادره. دخلت بعد ذلك إلى أول فصول البحث وهو ""منهج الوقشي في البحث اللغوي"" حيث تناولت فيه خمسة مباحث قدمت لكلٍ منها بمقدمة نظرية عرضت بعدها جُهْد المؤلف، وكان أول تلك المباحث طريقته في ضبط الألفاظ ظهر فيها اهتمامه بالضبط حيث استعمل الضبط بالعبارة في أكثر من مائتين وخمسين مثالاً. وفي المبحث الثاني تناولت الطرق التي استعملها المؤلف في تفسير المعنى، ووجدت من تلك الطرق: التفسير باللفظ المقارب – وكان أكثرها وروداً – والتفسير بالنظير – وهو أقلها وروداً عند المؤلف – كما وجدت التفسير بالضد والتفسير بالترتيب، وأخيراً تحرير المعنى. أما المبحث الثالث فتناولت فيه منهج المؤلف في عزو النصوص وتوثيقها حيث درست اهتمام المؤلف بعزو النصوص وإسنادها إلى أصحابها كما عرضت – في هذا المبحث – المصادر التي أسند إليها الأقوال، والألفاظ التي عبر بها في الإسناد، وقد تبين اهتمام المؤلف بعزو النصوص إلى أصحابها، أظهرت ذلك الإحصائية التي أثبتت أن ثلاثة أرباع النصوص جاءت معزوة إلى أصحابها. وفي المبحث الرابع تناولت عناية المؤلف بالدليل والتعليل حيث ظهر اهتمامه بالدليل القرآني، وتقديمه له على بقية الأدلة، وظهر كذلك اهتمامه بتعدد الأدلة للمسألة الواحدة، كما تبين ميله لاختصار الدليل، وخاصة الآيات القرآنية والأبيات الشعرية، وقد عللت ذلك الميل للاختصار في أثناء البحث( ). أما التعليل فقد ظهر اهتمام المؤلف به في معالجته لمختلف القضايا اللغوية وخاصة تعليل التسمية الذي بلغ من الكثرة ما جعلنا نُفْرِد له مبحثاً مستقلاً في الفصل الرابع( ). وفي المبحث الخامس عرضت لاستدراكات المؤلف على سابقيه، ظهر فيه قلة استدراكاته وقد عللت ذلك في موضعه، كما عرضت للعلماء الذين استدرك عليهم، وتبين أن اهتمام المؤلف كان متوجهاً إلى الخطأ وليس إلى صاحبه. انتقلت بعد ذلك إلى الفصل الثاني من البحث وهو (أصول الاستدلال عند الوقشي) حيث تبين أن المصدر الأول للاستدلال هو السماع يليه القياس فالإجماع. كما عرضت لبعض أصول الاستدلال الأخرى التي اعتمدها المؤلف وهي: الاستصحاب والاستحسان، والاستدلال ببيان العلة، والاستدلال بانتفاء الشرط (وجود مانع للحكم)، والاستدلال بالاشتقاق اللغوي، والاستدلال بسياق المعنى، والاستدلال بالدليل الشرعي. والأصول الأربعة الأخيرة لم يوردها ابن الأنباري في اللمع ولا السيوطي في الاقتراح. وقد رأيت أنها من الأصول التي اعتمدها أبو الوليد الوقشي فأثبتها. وقد جعلت خاتمة هذا الفصل في جمع المؤلف بين الأدلة حيث بينت فيه أن المؤلف قد يجمع بين الأدلة للقضية الواحدة وذلك في اتجاهين: أحدهما: الجمع بين الأدلة المتعددة التي يجمعها أصل واحد كالسماع، والآخر: الجمع بين الأدلة متعددة الأصول. انتقلت بعد ذلك إلى الفصل الثالث وهو (المباحث الصوتية في الكتاب) حيث بدأت بمدخل عَرّفت فيه بالصوت وعلاقته باللغة، وعرجت على بعض الدراسات حول ذلك. دخلت بعدها إلى المبحث الأول وهو الإبدال فعرضت جهد المؤلف في هذه القضية من حيث مصطلح الإبدال عنده وسبب الإبدال ومصادره في دراسة أمثلة الإبدال، عَقّبت بعدها بذكر المؤلف بما يسمى (الصيغ الوسطى). وبعد ذلك انتقلت إلى المبحث الثاني (الهمز والتسهيل) فعرضت جهد المؤلف من خلال استعماله مصطلح الهمز وما يتعلق به كالتسهيل والتخفيف، ووجدته يفسر ظاهرة الهمز والتسهيل باختلاف اللغات أو ببعض الأسباب الصوتية. كما ظهر ميله إلى جواز الهمز والتسهيل في الكثير من الألفاظ المهموزة. وفي المبحث الثالث عرضت لقضية (الإدغام) عند المؤلف، وتبينت قلة تصريحه بلفظ (الإدغام) كما تبينت وصفه لتلك الظاهرة، وكيفية حدوثها، وظهرت كذلك إشارته إلى علاقة الإدغام بالدلالة. وفي المبحث الرابع أبرزتُ جهود المؤلف حول بعض القضايا الصوتية غير ما سبق تحت عنوان (أخرى) وكان من تلك الجهود وصفه لبعض الصفات كالزمزمة، وبيان مخارج الحروف وصفاتها، وعرضه لبعض مسائل القلب المكاني، والإتباع، والمدّ والقصر، والحذف والتسكين والتخفيف. انتقلت بعد ذلك إلى الفصل الرابع من البحث وهو (المباحث الدلالية) حيث افتتحه بمدخل حول قضية الدلالة، ثم درست جهود المؤلف في هذه القضية من خلال أحدَ عشرَ مبحثاً سُبِق كل منها بمقدمة نظرية عن موضوعه. وقد جاء المبحث الأول في أنواع الدلالة وتبين فيه اهتمام المؤلف بالدلالة المعجمية (اللغوية) حيث صرح في عدة مواضع بقوله (في اللغة)، وكذلك الدلالة الشرعية التي كان يذكرها إلى جانب الدلالة المعجمية، وكذلك الدلالة السياقية التي نص عليها في مواضع، وأشار في مواضع أخرى، وكذلك الدلالة المجازية التي صرح بها في عدة مواضع. كما عرضت لبعض الدلالات التي ذكرها المؤلف، ولم يكن مكثراً لها وهي الدلالة النحوية والدلالة الصرفية.