الشاهد الشعري في كتب طبقات الشعراء بين ابن قتيبة وابن المعتز
مؤلف
الصحفي، سحر بنت فيصل بن محمد،
الملخص
يشكل الشاهد الشعري جزءًا لا يستهان به من المصنفات الأدبية القديمة وخاصة تلك التي تتناول الشعراء ، ونتاجهم الشعري تعريفاً أو نقداً . ولعل من بينهما كتب الطبقات التي كانت تقوم على أساس المفاضلة بين الشعراء ، وإنزال كل منهم في المنزلة الملائمة له وفق منهج نقدي معين يعتمده مؤلفو هذه المصنفات . وقد كان هؤلاء المؤلفون يستعينون بالشواهد الشعرية في مؤلفاتهم لأغراض مختلفة ، فقد يتوسلون بها لتوضيح ما يسوقون من أخبار عن الشاعر، أو ليدعموا بها ما يذهبون إليه من آراء أو أحكام نقدية، أو غير ذلك . ولما كانت بعض هذه المصنفات قد حظيت بالعديد من الدراسات القائمة على إلقاء الضوء على الجانب النقدي فيها ، باعتبارها حلقة من حلقات تاريخ النقد العربي القديم . فإن الشاهد الشعري ظل بمنأى عن الدراسة المكثفة التي تتناوله على حدة ، ومن خلال طريقة تأملية تستجلي مدى تحقيقه لأهداف استدعائه ، وقدرته على الكشف عن تجربة الشاعر ، وصولاً إلى معرفة المعايير التي كان الناقد يتحرك من خلالها في اختياره الشاهد الشعري ، ولذلك اخترت أن يكون محور دراستي لمرحلة لماجستير هو الشاهد الشعري في كتب طبقات الشعراء بين ابن قتيبة وابن المعتز . والذي دفعني إلى اختيار هذين النقدين – بالإضافة إلى انتمائهما إلى القرن الثالث الهجري وأنهما من الأسماء النقدية البارزة آنذاك – اختلاف المادة الشعرية التي يقدمها كل منهما . فإذا كان ابن قتيبة يتناول شعراء تمتد فتراتهم الزمنية من العصر الجاهلي وحتى العصر العباسي ، فإن ابن المعتز يقتصر على الشعراء العباسيين . كما أنهما يختلفان في خلفيتهما الثقافية ، فالأول ناقد موسوعي ، والآخر ناقد شاعر . وهذا يعطي – دون شك – للدراسة بعداً لا يخفى على الناظر . وقد جاء البحث في أربعة أبواب تسبقها مقدمة ، وتتلوها خاتمة تجمل ما توصلت إليه الدارسة من نتائج ، وهي على النحو التالي : الباب الأول : ويشتمل على فصلين تناولا الناقدين والطبقات بالدراسة . أما الباب الثاني : فقد تناولت فيه عوامل استدعاء الشاهد الشعري التاريخية والفنية عند الناقدين . أما الباب الثالث : فيشتمل على فصلين ، يدرسان اتجاهات المضمون عندهما . وجاء الباب الرابع والأخير : ليدرس اتجاهات الشكل. وأخيراً خاتمة البحث . وقد توصلت الدراسة إلى نتائج عديدة كان من أبرزها : -إن الكشف عن شخصية الناقد من خلال نماذجه الشعرية لا يتأتى إلا بعد استكناه الواقع في الشخصية فالشاهد ينبع منها ويعود إليها . -إن البحث في دواعي التأليف العامة عند الناقدين تقود إلى معرفة خصوصية تفسر كثيراً من توجهات المنهج الغامضة . -الطبقية في مفهومها العام لا تتفق عند الجميع ، فقد تمثل مفهوماً خاصاً عند كل مؤلف ينبع من الغاية التي عرض لأجلها تراجمه . -البحث في عوامل استدعاء الشاهد الشعري ، منهجية تناقش عملية الانتخاب في أطوار تطورها . -المنهج الذي تقوم على أساسه عملية استدعاء الشاهد الشعري منهج جزئي ، لا يمكن التقاط تفاصيله إلا من خلال المجموع العام .