إخراج البرامج الإخبارية في القنوات الفضائية العربية دراسة تحليلية مقارنة على قنوات التلفزيون السعودي الأولى وأبو ظبي والعربية /
مؤلف
الحارثي، خالد بن فالح
الملخص
أهمية الدراسة: إن الذي يقرر عملية استقطاب الجمهور المتخصص في متابعة البرامج الإخبارية بشكل خاص، أمرٌ يحكمه ويحدد نتائجه الشكل والمضمون اللذان يقدم بهما هذا النوع من البرامج، وإذا كان مضمون البرنامج الإخباري قد حظي باهتمام الباحثين العرب بشكل عام من خلال التركيز _ على حد علم الباحث _ على مضامين البرامج الإخبارية أو التعرف على سلوكيات المشاهدين تجاهها، فإن شكل هذه البرامج والجانب الفني لها المتمثل في الإخراج لم يحظ بذلك الاهتمام على الرغم من أهميته البالغة، فهو يعد العامل الرئيسي في رسم الشكل الخاص بالبرنامج، وإضفاء الطابع الإبداعي له، وتتمثل أهمية دراسته في كونه ينتج عن تفاعلات معقدة تتطلب الانسجام بينها بشكل جوهري في عملية صناعة البرامج ذاتها، حيث يمثل ( العمليات التنفيذية التي يقوم بها فريق الإنتاج التلفزيوني، ويستهدف تحويل الفكرة الصالحة للإنتاج التلفزيوني إلى برنامج تلفزيوني)(1). وتتجلى أهمية دراسة الإخراج في كونه يحدد ويبرز الشكل من خلال مجموعة عناصر وأدوات متعددة مطلوب التعرف على آلية تفاعلها مع بعضها البعض، من تلك العناصر على سبيل المثال الكاميرا والإضاءة والصوت والخطوط والألوان التي يلزم الفكر الإخراجي بتوجيهها الوجهة التي يريدها، وتعظم تلك الأهمية حين تدرك أن كل عنصر من هذه العناصر يقوم بدور مهم في التأثير على اتجاهات وسلوك المشاهد؛ فالصورة مثلاً قادرة على إثارة الانتباه وإيجاد نوع من الألفة أو الصلة الحميمة ""Intimacy "" بين المشاهد والبرنامج (2). إن الإحساس بهذه الأبعاد يؤكد على أن العملية الإخراجية ذات أهمية جوهرية في تقديم إنتاج تلفزيوني متميز، كما أنها تؤدي دوراً حساساً في صناعة شخصية القناة التلفزيونية لدى الجمهور، مما يعني أهمية دراسة هذه الأبعاد والاهتمام بها للكشف عن العديد من الإسهامات المعرفية. لذا فإن هذه الدراسة ينتظر أن تسهم في التعرف بشكل دقيق على جزء مهم من صناعة البرامج التلفزيونية وأساليب إنتاجها، حيث إن دراسة إخراج البرامج الإخبارية تعد مدخلاً مهماً في التعرف على أبرز جوانب الصناعة التلفزيونية بشكل عام، إذ أن سير أغوار عملية إخراج البرامج الإخبارية تعتمد بصورة إجمالية على كافة المتطلبات التي تحتاجها عملية إخراج أي نوع من البرامج