الشعر في مكة والمدينة في القرنين التاسع والعاشر الهجريين
مؤلف
القسومي، محمد بن سليمان،
الملخص
ريتناول هذا البحث الشعر في مكة والمدينة في القرنين التاسع والعاشر الهجريين) وفق منهج تتبعت من خلاله كل ما يتصل بالشعر وحياة الشعراء من مؤثرات . واقتضى هذا المنهج أن أدرس الشعر دراسة موضوعية أتبين فيها أغراضه المختلفة ، ثم أتعرف على الخصائص الفنية العامة لهذا الشعر . ويتضح للناظر في هذا البحث أنه يسير في ضوء المنهج المتكامل الذي لا يغفل أي منهج من مناهج الدراسة الأدبية المعروفة ؛ حيث جاء عملي هذا في تمهيد وستة فصول وخاتمة . تضمن التمهيد لمحة موجزة عن الحياة السياسية والاجتماعية والفكرية والأدبية في مكة المكرمة والمدينة المنورة ؛ للتعرف على البيئة التي نما هذا الشعر وترعرع في أحضانها. وتناول الفصل الأول المؤثرات العامة في الشعر المتمثلة في مجاورة الحرمين الشريفين ، والتأليف ، والمدارس والأربطة والمكتبات ، والرحلات والمواسم الدينية ، والأحداث السياسية ، وتشجيع الأمراء والحكام ، والدوافع الذاتية والنفسية . واختص الفصل الثاني بالحديث عن مصادر الشعر في هذين القرنين ، اتضح فيه أنها تتوزع بين كتب التراجم والمصادر التاريخية والدواوين الشعرية وعدد من المصادر الأخرى التي جاء فيها بعض كتب الأدب والنقد والبلاغة . وهي مرتبة ترتيباً زمنيًّا حسب وفيات مؤلفيها ، وقد بيّنت من خلال هذه المصادر موضوعاتها ، ومناهج أصحابها ، ومقدار المادة الشعرية التي يحتويها كل مصدر . واحتوى الفصل الثالث أغراض الشعر التي طرقها الشعراء مرتبة حسب كثرة الشعر في كلٍّ منها ، حيث وردت على النحو التالي : المديح ، الشعر الديني ، الرثاء ، الشعر السياسي ، الإخوانيات ، الحنين والشكوى ، الغزل ، الفخر والحماسة ، الهجاء ، الوصف ، الحكمة ، الشعر التعليمي . وقد كشفت الدراسة عن الأفكار التي كانت تشغل أذهان الشعراء آنذاك من خلال عرض النصوص الشعرية ، والتحليل لكل غرض ، وربط النص بجوه العام دون اللجوء إلى عرض الحوادث التي لا يستدعيها فهم النص . وجاءت الدراسة الفنية للشعر في الفصل الرابع ، حيث الحديث عن المعاني التي أفصح عنها الشعراء ، وطرائقهم في بناء القصيدة ، ومستوى أدائهم اللغوي من خلال تناول الألفاظ والتراكيب التي استخدمها الشعراء للتعبير عن أفكارهم ، كما تناول هذا الفصل الأخيلة والصور ومدى ما اتخذه الشعراء من وسائل لتشكيلها ، وكذلك الأوزان التي نظم عليها الشعراء ، وأنماط القوافي التي احتواها نتاجهم الشعري. ويركز الفصل الخامس على دراسة ثلاثة من شعراء القرنين تبرز لديهم أهم الاتجاهات الشعرية لمعاصريهم من شعراء مكة والمدينة ، هؤلاء هم : محمد بن عبدالقوي ، وأحمد العليف ، وعبدالعزيز الزمزمي . وقد أفردت كل واحد منهم بحديث يتناول حياته ، وأغراض شعره ، وخصائصه الفنية . أما الفصل السادس (وهو آخر فصول الدراسة) فيتناول الشعر في ميزان النقد ، وفيه عرض لآراء النقاد في ذلك العصر ، وآراء النقاد المحدثين ، ثم نقد وتقويم للشعر ونقده . وفي الخاتمة إيجاز لأبرز ما أسفرت عنه الدراسة من ملامح وأهم ما توصل إليه البحث من نتائج .