قواعد الأسماء والأحكام عند شيخ الإسلام ابن تيمية
مؤلف
مقبول، السفياني محمد بسيس
الملخص
ويتلخص البحث : أولاً : جمعت كلام ابن تيمية في مسائل الإيمان والكفر جمعاً اقتضاني الزمن الطويل حتى تم من القواعد ( 77 ) قاعدةوقد كانت القواعد التي في هذا البحث على أقسامٍ ثلاثة وذلك من حيث جهود ابن تيمية فيها : القسم الأول : وهو القواعد التي لأهل السنة بعامة . القسم الثاني : وهو القواعد التي تكون قولاً لبعضهم دون سائرهم ؛ إلا أن ابن تيمية انتصر لها وبين بطلان ما عداهالقسم الثالث : وهو القواعد التي استنبطها ابن تيمية وحرر الكلام فيها وهذا القسم هو أغلب القواعد التي تم بحثها .وهذه الأقسام قد يقال في بعضها إنه ليس من إنشاء ابن تيمية فكيف تنسب إليه ؟ فيقال : أنه صاغها بلفظه وانتصر لها فصحت نسبتها إليه ويظهر أثره جلياً بما يلي : سبك القاعدة في صياغتها الصحيحة . ـ تحرير مراد السلف بها بجمع كلامهم والتحقق من ثبوته عنهم . ـ تحقيق مواردها وصور تطبيقها .ـ بحث بعض الجزئيات التي تدخل تحتها أو تستثني منها . ولا يصح الاعتراض على نسبة هذا القسم للشيخ ؛ إذ لو جاز هذا الاعتراض لجاز الاعتراض على الخليل بن أحمد في وضعه علم العروض حين أتى إلى شعر العرب قبله فصنفه في أبحرٍ وفق ضوابطه المعروفة . ولجاز الاعتراض على سيبويه حين أتى لكلام العرب قبله فرتب أبوابه واستنبط مواده وقواعده . ولجاز الاعتراض على البخاري حين أتى للسنة فصنف بعض الصحيح منها . وهو إنما أتى إلى أحاديث ثابتة قبله فرتبها واستنبط فقهها . ولو جاز اشتراط بحث الأمور الشرعية في مسألة الإيمان والكفر والتي لم يسبق ابن تيمية أحدٌ إلى بحثها . لكان هذا رمياً له بالبدعة أن يُبحث عن قولٍ ليس له فيه سلف ولا إمام سيما حين يكون الحديث في مسألة شرعية دينية عقدية . فمن هنا صحت نسبة هذا القسم إلى ابن تيمية بهذا الاعتبار وهو الذي عليه العمل في البحوث العلمية بهذا الصدد ( ) . ثانياً : اعتمدت ألفاظ ابن تيمية نفسها عند صياغة القاعدة إلا في بعض القواعد القليلة جداً والتي ذكرها في شكل شرح أو نقاش وأشرت لذلك . ثالثاً : أشرت إلى معظم مواطن القاعدة أو ماله تعلق بها . رابعاً : قمت بترقيم القواعد من أول البحث إلى آخره . خامساً : جعلت القاعدة في أول الصفحة ورمزت لعزوها بنجمة هكذا (*) وجعلت كتابتها بخط يميزها عن سائر البحث . سادساً : قمت بشرح القاعدة بأسلوب سهل قدر الطاقة مع التدليل لها أو مناقشتها وذكر من خالف فيها إذا احتيج إلى ذلك . وقد ملت في شرح القاعدة لأسلوب التقرير وذلك لسببين : الأول : أن القاعدة إنما تساق للتقرير والتأصيل فكان من المناسب أن يُجرى في شرحها على الهدف منها . الثاني : أن الغالب على كتابات ابن تيمية جانب النقاش والرد على المخالف مما يجعل القواعد في كلامه إنما تذكر عرضاً دون تفصيل . ولسد هذا الجانب فضلت عرضها بهذه الطريقة . سابعاً : عزوت الآيات القرآنية بعد ذكرها في صلب البحث كي لا تكثر الهوامش . ثامناً : خرجت الأحاديث والآثار وإذا كان الحديث في الصحيحين أو أحدهما اكتفيت بذلك . تاسعاً : ترجمت لبعض الأعلام ممن تدعو الحاجة لترجمتهم كأن يكون صاحب مقالةٍ تفرّد بها أو تمّ النقل عنه مما هو نقلٌ أصلي في البحث أو لوروده في سندِ مقالةٍ أو أثر ولم أُترجم للمشهورين كالأئمة الأربعة ومن يكثُر النّقل عنهم في عادة الباحثين كعُلماء اللغة . عاشراً : عزوت الشواهد الشعرية ووضعت فهارس تفصيلية . وقد درج جمهرة من الباحثين على ذكر المصاعب التي لقيتهم . ولقد واجهتني بعض المتاعب والتي هي في حقيقتها نعم وآلاء من الله تعالى ومنها : ـ تصرم الوقت حين ألزمت نفسي بقراءة ما كتبه ابن تيمية كله مما طبع وتوفر . ـ أنه ربما ذكر القاعدة في غير مضانها حين يستطرد ويناقش فكان هذا مما يجعل الجهد مضاعفاً . ـ أنه ربما ذكر القاعدة جازماً بها دون تدليل عليها أو بحثها ثم ربما قال : (وقد بسطت الكلام في موضع آخر) أو نحو ذلك مما يقتضي تتبعها والبحث عنها وهو جهدٌ مضنٍ . وختاماً فإني أحمـد الله وأشكره على ما من به وأنعم حمد معترفٍ بالتقصير مع تتابع الخير الكثير . فلله الحمد عدد خلقه ، ورضاء نفسه ، وزنة عرشه ، ومداد كلماته . ثم أشكر والديّ الكريمين حين كانا إلى جنبي في كتابة هذا البحث يحوطاني بعد الله بالتشجيع والدعاء . ثم أشكر الأستاذ الدكتور / أحمد بن سعد بن حمدان الغامدي ، والذي تفضل بالإشراف على هذا البحث ومتابعتي فيه . والذي اعتقد أنه ممن أسهم في بنائي في هذا المشروع فلقد شعرت في ظل إشرافه بطعم التوجيه والنقاش الهداف والذي ربما افتقد في ظل الدراسات الأكاديمية البحتة . فلقد استفدت منه أشياءً كثيرة أشكره عليها كان من أبرزها التواضع الجم حين التواصل معه والحديث إليه . والهدوء المتميز في المناقشة وعرض البحث بأسلوب علمي متزن ورحابة الصدر في تقبل وجهات النظر ، وحسن الترتيب والتنسيق وجودة الإخراج والتصنيف ، ولا غرو فإن خبرته الطويلة في هذا المجال جعلت له من التميز ما أفاد طلابه .