منهج التأليف عند ابن عبد البر المالكي من خلال كتابة التمهيد
مؤلف
الحربي، عارف بن مزيد بن حامد،
الملخص
إتمام هذا البحث أحمد الله حمدا كثيرا على تيسيره إظهار منهج الحافظ ابن عبد البر في التأليف من خلال كتابه التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد. وقد حوت الرسالة أربعة فصول اشتملت على بيان منهجه في العرض والتحليل والتوثيق ونقده النصوص والآراء. وبعد: فهذه أبرز النتائج التي ظهرت من خلال هذه الدراسة. 1- أن ابن عبد البر كان يتصف بالصبر والجلد ولا أدل على ذلك من المدة الطويلة التي قضاها في تأليفه التمهيد وهي تربو على ثلاثين سنة. 2- أنه كان موسوعة علمية في شتى فنون العلم ولعل من أعظم أسباب نيله تلك المنزلة تلقيه العلم عن أكابر علماء بلده، وانشغاله بالتدريس. 3- أن السلف كانوا لا يؤلفون ابتداء بل التأليف كان لحاجة فإن وجدت أقدموا وإلا أحجموا. 4- أهمية كتاب التمهيد ويتضح ذلك من خلال ثناء أهل العلم المعتبرين عليه واهتمامهم به وكذا قيمته العلمية فهو دائرة المعارف الكبرى في علوم شتى. 5- أن التمهيد يعد أفضل شرح لموطأ الإمام مالك على الإطلاق من بين أكثر من مائة وثلاثين شرحا. 6- مكانة الإمام ابن عبدالبر في علوم الحديث والفقه وغيرهما . 7- ظهر من خلال البحث استقلالية الحافظ ابن عبد البر المنهجية والاستنباطية ويظهر ذلك في بيان مواقفه العقدية واللغوية والفقهية. 8- رجع المؤلف في تأليف التمهيد إلى عشرات المصادر في الفقه وعلومه والحديث وعلومه والتفسير وكتب المعتقد ودواوين الأشعار وكتب التاريخ والسير وبذل في ذلك جهدا وافرا ووقتا ثمينا. 9- لغة الكتاب سليمة تفهم بمجرد القراءة دون مشقة أو تعب في الغالب وهو أمر يمدح به. 10- أوضح منهج المؤلف فيما يتعلق بعرض النصوص وتحليلها وقد ظهر هذا المنهج عند بيانه معنى الأحاديث وغريب الحديث وفقهه وعند تعريفه بالرواة والحكم عليهم وعند وصله البلاغات وتميزه في كل ما مضى بحسن أسلوب العرض والموضوعية العلمية والأمانة العلمية. 11- بيان منهج المؤلف في التوثيق من خلال إبراز منهجه في الاقتباس وتأصيله لمشروعيته وأدبه في هذا الباب وكذا منهجه في تخريج الأحاديث القائم على الموضوعية والمنهجية العلمية ومنهجه في العزو الذي لا يخلو من الإطناب أو الاختصار أو التكرار أو الإحالة أو النقد والترجيح. 12- إظهار منهج المؤلف في نقدالنصوص وظهور هذا المنهج من خلال حكمه على الأحاديث المتصلة وبيان عللها وبيان طريقته في ذلك وإنصافه في النقد واهتمامه في الأحاديث المرسلة والمعضلة والمنقطعة بتعريف المصطلحات العلمية وبيان طريقته في تقوية الحديث وكذا اهتمامه بلطائف الإسناد وأهميتها عنده وبيان طريقته فيها والتنبيه على الأثر الاجتماعي للإسناد. 13- إيضاح منهج المؤلف في نقد الآراء وذلك من خلال إبراز منهجه فيما يتعلق بأدب الخلاف وتحريه الحقيقة العلمية واعترافه بالسبق العلمي للعلماء ولزوم الأدب معهم وكذا إبراز منهجه في نقد الآراء المتعلقة بالمباحث العقدية والمسائل الأصولية والفقهية والقضايا التربوية. 14- معرفة منهج ابن عبد البر في طريقة معالجته للقضايا التربوية ومعرفة أسلوبه في تقعيد العلوم التربوية وأبرز الموضوعات التربوية التي اهتم بها. 15- أظهرت الدراسة أصالة المنهج التربوي في مفهوم علماء الأمة ووجود قاعدة مرجعية بحمد الله تنطلق من خلالها الدراسات التربوية المعاصرة. من خلال هذه الدراسة اتضحت شخصية ابن عبد البر وجهوده في إحياء التراث الإسلامي. أولا : المقترحات: 1- يقترح ا لباحث أن تدون دراسة في : (موارد ابن عبد البر من خلال كتابه التمهيد) فإن موارده متعددة سواء ما يتعلق منها بالموارد الشفهية أو الكتابية أو غيرهما فهي بحاجة إلى من يستخرجها ويستوفيها ويبين طريقة تعامل الحافظ معها. 2- يقترح الباحث أن تدون دراسة في : (التلازم بين العلوم الشرعية والتربية الإسلامية في المنهج الإسلامي) وإبراز جهود علماء الشريعة ومنهم ابن عبد البر في التأليف التربوي. ثانيا : التوصيات 1- لما كانت قواعد البحث العلمي مطبقة في كتب المتقدمين فإن الباحث يوصي بإخراج دراسات منهجية لعلماء المسلمين ؛ لربط حاضر الأمة بماضيها وتأصيل هذه القواعد ، ولما في ذلك من إسداء الفضل لأهله ، وللرد على الزعم القائل : إن قواعد البحث العلمي مأخوذ من المستشرقين وأن المسلمين عالة عليهم فيما يقولون.