الأساليب الإنشائية في ديوان المتنبي دراسة بلاغية تحليلية /
مؤلف
المنصور، سليمان بن عبد العزيز
الملخص
ومن هذا المنطلق فقد وقع اختياري لموضوع أطروحتي للدكتوراه ليكون بعنوان: (الأساليب الإنشائية في ديوان المتنبي– دراسة بلاغية تحليلية)، منطلقاً من أهمية شعر هذا الشاعر في الأدب العربي، وبخاصةٍ:- 1-أنه – بعد التقصي والتحري – اتضح لي أن البحث في (الأساليب الإنشائية) فيه لا زال بكراً. 2-أنه يتعلق بشاعر يُعَدُّ (قمّة في الشعر العربي) – كما سبق – 3-إثراء البحث (البلاغي)، وخاصة فيما يتصل بـ(الأساليب الإنشائية)، فهي أساليب تتسم بثراء الدلالة، ومع ذلك فإن التمثيل بشعره في هذه الأساليب نادرٌ لدى كبار العلماء، مثل: (عبدالقاهر الجرجاني) و(الخطيب القزويني) و(شرّاح التلخيص)، وقد فصّلت ذلك في الفقرة الأولى من (الفصل الخامس)، وهي بعنوان: (استشهاد البلاغيين بشعره في الإنشاء). آملاً أن تُسهم هذه الدراسة التطبيقية في إثراء المكتبة البلاغية والنقدية بهذه النماذج الشعرية الجميلة في هذه الأساليب. 4- حاجة شعره إلى مزيد من الدراسة البلاغية والنقدية – كما أسلفت – لمنزلته الكبيرة في الشعر العربي، فإنه لم يُشبَع من حيث الدرس البلاغي، وإنما من حيث الدرس الأدبي والتأريخي. 5-التأكيد على عدم الفصل بين (البلاغة) و (النقد) اللذين ظهرا وتطوّرا ممتزجين. 6-اعتماد هذه الدراسة – وذلك لأول مرة في كلية اللغة العربية على حدِّ علمي – على الجانب (الإحصائي) الذي بدأ توظيفه في الدراسات النقدية الحديثة، ومن ثم استنطاق ما اشتملت عليه تلك (الإحصائيات) – التي جعلتها في ذيل الرسالة – من أرقام ذات دلالات دقيقة وقوية، لكيفية بناء الجملة الإنشائية حتى أصل إلى تفسير مقبول لأثر (الأداة) أو (الصيغة) المستخدمة في (الإنشاء) في الكشف عن الدلالة، مستعيناً بالنظر في أقوال (الشرَّاح) عند اتفاقها، وإذا ما تفاوتت وازنت ورجحت الذي أميل إليه. ولعل هذه الدراسة تبرهن على أن ""البعد الإحصائي في دراسة الأسلوب هو من المعايير الموضوعية الأساسية التي يمكن باستخدامها تشخيص الأساليب، وتمييز الفروق بينها، ويكاد ينفرد من بين المعايير الموضوعية بقابليته لأنه يستخدم في قياس الخصائص الأسلوبية كائناً ما كان التعريف الذي يتبناه الباحث للأسلوب،… وترجع أهمية (الإحصاء) هنا إلى قدرته على التمييز بين السمات أو الخصائص اللغوية التي يمكن اعتبارها خواص أسلوبية، وبين السمات التي ترد في النص وروداً عشوائياً ""( ). وأنبّه على ""أن تعرُّف دارس الأسلوب إلى الخصائص العامة يمكنه من القيام بتنحيتها، والتركيز على الفروق المميزة""(1). ""وجدير بالذكر هنا أن (الإحصاء) في هذا المجال ليس إلا معياراً يستخدم للقياس، وليس مهمته أن يحدد السمات الجديرة بأن تحصى، وهو لا يعطي الباحث أكثر من قيمة عددية بقطع النظر عما يقابل هذه القيمة من وحدات لغوية، ومن ثم فإن على دارس الأسلوب أن يحدد الخصائص والسمات التي يراها جديرة بالقياس الكمي ليحصل على مؤشرات عددية تفيده في التوصل إلى (نتائج) موضوعية دقيقة في المسألة موضوع البحث""( )، وفي ضوء هذا سارت هذه الدراسة. وكان الاعتماد كثيراً في استنباط تلك (الإحصائيات) التسع- الواردة في (ست وأربعين) صفحة من هذا البحث- على شرح (التبيان)، بغضّ النظر عمّا قيل عن نسبته إلى (العكْبَري) أو غيره