أجوبة ابن القيم عن الأحاديث التي ظاهرها التعارض الواردة في العقيدة والطهارة والصلاة جمعاً ودراسة /
مؤلف
الحجيلي، محمد بن بخيت بن ردة،
الملخص
•في ختام بحثي أحمد الله الذي بنعمته تتم الصالحات وبعد : •يحسن بي أن أذكر أهم النتائج التي توصلت لها معقباً ذلك ببعض التوصيات : أولاً: أهم النتائج: - أهمية علم مختلف الحديث ومنزلته بين العلوم. - وجوب اعتناء طلاب العلم بهذا الفن والحرص على إتقانه. - أن هذا العلم أعني علم مختلف الحديث علم يحتاج إلى علوم مختلفة كالقرآن وعلومه والحديث وعلومه والفقه وعلومه والعربية بل قد تحتاج إلى العلوم العصرية. - ليس بين نصوص الشرع أي اختلاف أو تضاد وإن ظهر للناظر شي من ذلك فهو إما راجع إلى قلة علم الناظر أو عدم صحة أحد الأدلة المتعارضة و إلا لزم من ذلك لوازم فاسدة ، نعم هناك أسباب قد يحصل بسببها التعارض بين الأحاديث عند الناظر منها: •اختلاف الرواة في رواية الأحاديث. •أو تكون الرواية بالمعنى. •أو أن يكون بعض الحديث ليس من كلام النبي . •أو تردد الكلمة في الحديث بين عدة معان ؟ •أو اختلاف المخاطب أو المراد في الخطابين أو نحو ذلك ، لكن متى عرف هذه الأسباب وعالجها زال عنه التعارض. - سلك أهل العلم في دفع التعارض بين الأحاديث أربعة مسالك وهي الجمع ثم النسخ إن لم يمكن الجمع وعرف التاريخ ثم الترجيح ثم التوقف - أن لكل مسلك شروطاً يجب توافرها قبل القول بأحدها - سلك ابن القيم في دفع التعارض مسالك العلماء ،واستخدم الأوجه التي ذكرها أهل العلم في ذلك وله رحمه الله في بعض هذه الأوجه تقريرات وإضافات من ذلك: •يرى ابن القيم أن الخاص لا يشارك العام في كل خصائصه بل لابد أن يكون متميزاً بأمر يوجب الاختصاص في الحكم فالشريعة لا تأت بالتفريق بين المتماثلين •يرى ابن القيم أن المطلق يحمل على المقيد بشروط منها ألا يكون في باب المنهيات ، ومن الشروط أيضاً أن يقيد المطلق بقيدين متنافيين فإن قيد فهو تمثيل وليس تقييد، ويشترط أن لا يستلزم حمل المطلق على المقيد تأخير البيان عن وقت الحاجة •يقرر ابن القيم أن من أبرز أوجه الجمع، والتي يدفع بها كثير من الاضطراب حمل النصوص التي يظن تعارضها على أنواع مختلفة وإن اشتركا في اسم واحد. - اعترض ابن القيم على بعض الأوجه أو الاستعمالات التي دفع بها التعارض من ذلك: •الجمع في كل اختلاف بين الأحاديث بتعدد القصة . •أن ترد النصوص بعمل أهل بلد . •أو المبادرة إلى ادعاء النسخ في كل قول مخالف للمذهب. - تميز منهج ابن القيم في دفع التعارض المتوهم بين الأحاديث بعدة مميزات: •حرصه على العمل بالأحاديث الواردة في الباب وإعمال دلالاتها ما وجد إلى ذلك سبيلاً. •حسن التقرير وإجادة الاستدلال، وتفتيق النصوص لبيان معانيها مع بيان أوجه الاتفاق والاختلاف والبعد عن التكلف والتأول البعيد. - ذكر ابن القيم عدداً من الأحاديث المتعارضة بين الأحاديث مبثوثة في كتبه وقد جمعت منها مسائل في العقيدة والطهارة والصلاة: •ففي باب العقيدة ستة وأربعون مبحثاً يتضمن أربعمائة واثنين وستين حديثاً •وفي باب الطهارة واحد وعشرون مبحثاً ويتضمن خمسة وسبعين حديثاً •وفي باب الصلاة ستة وثمانون مبحثاً ويتضمن أربعمائة وتسعة وستين حديثاً ثانياً: أهم التوصيات: - العناية بهذا العلم من علوم الحديث - الاهتمام بالنواحي التطبيقية في هذا الفن. - دراسة آراء العلماء المتميزين البارزين في هذا الفن كابن القيم وشيخه وابن رجب وابن حجر وأمثالهم ممن عرفوا بالحرص على متابعة النصوص الشرعية والبعد عن مخالفتها وإبراز هذه الأقوال وتقريبها للناس لتكون عوضاً عن أقوال أهل البدع المتكلفة أو آراء المتعصبة الذين ليس لهم هم إلا نصرة أقوال المذهب وآراء الأئمة - إن باب الجمع بين الأحاديث باب زلت فيه أقدام وهدمت به قواعد في الإسلام، فحملت نصوص العقيدة بل الشريعة ما لا تحتمل لتقرير مذهب منحرف وفرض عقيدة فاسدة لذا كان لزاماً على أهل الحق أن تكون لهم في هذا الميدان اليد الطولى حماية لهذا الدين وانتصاراً لسنة سيد المرسلين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه - إن موضوع ابن القيم وأجوبته عن الأحاديث التي ظاهرها التعارض موضوع مهم يحتاج إلى زيادة بحث وجمع في مختلف أبواب العلم وإذا تحقق فسيكون موسوعة عظيمة مهمة لا يستغني عنها طالب علم. - ثم هو يحتاج أيضا إلى دراسة نظرية تكون أكثر استيعاباً وشمولاً تتضمن منهجه في المسالك التي يختارها في أجوبته وهو في الحقيقة صالح لأن يكون رسالة علمية - ثم في الختام أحمد الله الذي بنعمته تتم الصالحات وأسأله أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم وأن يكون ذخراً يوم ألقاه وأن يجعله حجة لي لا علي وأن يغفر لي ما كان فيه من زلل .