آراء أبي حامد الإسفراييني الفقهية في الجنايات والحدود ( ت 406 هـ) جمعاً ودراسة /
مؤلف
الشقحاء، عبد الوهاب بن منصور بن محمد،
الملخص
ولما كان الفقه في الدين من الأمور التي توصل إلى معرفة الحلال والحرام ، والجائز والممنوع ؛ وتنظم علاقة المرء بربه وعلاقته مع بني جنسه، فقد انبرى لهذه المهمة العظيمة رجال رزقهم الله أداة الفهم، وقوة الاستنباط للأحكام ، فبذلوا جهدهم، واشتغلوا بدراسته وتدريسه ، وتأليف الكتب فيه، وبيان قواعده وضوابطه ، حتى وصل إلينا نتاج فقهي عظيم ، امتاز بالصفاء والدقة والشمول ، اتضح فيه جهد أولئك العلماء الأجلاء ، ومن بين هؤلاء العلماء والفقهاء الذين بذلوا جهدهم في فهم دين الله وفقهه ، ونشره تدريساً وتأليفاً الإمام الفقيه الشيخ أبو حامد الإسفراييني ، حيث كان من كبار علماء الشافعية في عصره، وله مؤلفات نفيسة في الفقه والأصول والفروع، ولكنها مع الأسف مفقودة، وقد قام علماء الشافعية من بعده بنقل آرائه واختياراته في كتب المذهب ، إلا أنها متفرقة ، ولما كان لزاماً على الطالب لنيل درجة العالمية العالية ( الدكتوراه ) كتابة بحث علمي يقدم لذلك ، اخترت جمع آراء هذا الإمام في الجنايات والحدود ودراستها، وكان من أسباب اختيار هذا الموضوع ما يأتي : ـ مكانة الشيخ أبي حامد الإسفراييني العلمية العالية بين علماء عصره على وجه العموم وعلماء الشافعية على وجه الخصوص ، ويكفي في إبراز مكانته أن من تلاميذه الذي تخرجوا عليه : الماوردي ، والقاضي أبي الطيب ، وسليم الرازي ، والمحاملي ، وأبي علي السنجي وغيرهم . ـ قوة آرائه واختياراته ، فهي من الأوجه المعتبرة في المذهب الشافعي ، وله اختيارات يخالف فيها المذهب عند الشافعية . ـ عدم وجود مؤلف مستقل يحوي آثاره الفقهية . وقد سبقني للكتابة في آرائه الفقهية كل من زملائي الأفاضل الشيخ : 1- فاروق بن سعد الدين بن عبد الرشيد في فقه العبادات . 2- فيصل شريف محمد في فقه المعاملات . 3- خالد بن سالم السفري في فقه النكاح والطلاق وما يتعلق بهما . فمواصلة لما بدأوا به رغبت أن تكون رسالتي في مرحلة الدكتوراه في آراء الشيخ أبي حامد الإسفراييني الفقهية في الجنايات والحدود جمعاً ودراسة ؛ ليسهل الرجوع إلى ذلك والاستفادة منها ؛ إذ لا أعلم أنها قد جمعت من قبل . ـ أن الإطلاع على آراء مثل هذا العالم الفقهية ودراستها تمنح طالب العلم ملكة فقهية وقوة في الرأي ودقة في الفهم والاستنباط ومقدرة على مناقشة المسائل الفقهية . ـ الرغبة في الاستفادة من مادة الفقه بشكل أوسع وأدق ، والعمل في هذا الموضوع يقودني إلى ذلك إن شاء الله تعالى ؛ حيث الدراسة المقارنة والوقوف على مصادر كثيرة متنوعة يتطلبها الموضوع . لهذه الأسباب وغيرها رغبت الكتابة في هذا الموضوع ( آراء أبي حامد الإسفراييني الفقهية في الجنايات والحدود جمعاً ودراسة )