مفاتح الرضوان في تفسير الذكر بالآثار والقرآن للإمام محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني (رحمه الله) من أول سورة لقمان إلى نهاية سورة الصافات دراسة وتحقيق و مقارنة بكتاب (معالم التنـزيل) للبغوي (رحمه الله) /
مؤلف
المزيني، أمين بن عائش،
الملخص
أهمية الكتاب في ذاته فإنه من الكتب القليلة المعدودة في تفاسير أهل السنة، وهو كذلك من الكتب القليلة التي اعتنت بتفسير القرآن بالقرآن، وإن لم يهمل الجوانب الأخرى في التفسير، كما أن أسلوبه قريب من الفهم، بعيد عن الغموض، خال من كثير من الأمور التي شحن بها بعض المفسرين كتبهم حتى أثقلتها على قلة في الفائدة، كما أن الكتاب يمتاز باعتنائه بالجانب الوعظي، خاصة عند ذكره لنعم الله تعالى وآلائه ووجوب شكرها. وأما شهرة مؤلفه فهو الذي طبقت شهرته الآفاق، وكان لمؤلفاته صدى واسع في أرجاء العالم الإسلامي، وفي هذا محفز قوي لتحقيق كتبه عموماً، وتفسيره خصوصاً، خاصة أنه من أواخر مؤلفاته. وأما الرغبة في إكمال الكتاب فأول من أعلمه بدأ بتحقيق جزء منه د. عبد الله بن سوقان الزهراني في رسالته الماجستير وذلك من أول سورة الشعراء إلى نهاية سورة الروم، تحقيق ودراسة مع مقارنته بتفسير ابن كثير، وقد حققه على نسختين إحداهما من مخطوطات الجامع الكبير بصنعاء، والأخرى من مخطوطات المكتبة المحمودية( )، وقد اختار هذا الجزء من الكتاب لأنه الجزء الوحيد الذي له أكثر من نسخة، كما أن ما قبله من الكتاب لم يصلنا كاملاً بل مجزءاً، وقد نوقش عام 1410هـ، وذلك في قسم التفسير من كلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية( ). ثم تلته الباحثة هدى بنت محمد القباطي حيث حققت بداية الكتاب والذي اشتمل على تفسير سورة الفاتحة، وتفسير مائة وثماني آيات من سورة البقرة، ثم آيات مختارة من القرآن الكريم، وهي آية من سورة البقرة، وآية من سورة الأنعام، وآية من سورة النساء، وآية من سورة الأعراف، وآية من سورة مريم، وآية من سورة طه، وأربع آيات من سورة الأنبياء، وآيتين من سورة الحج، وقد قارنت الباحثة تفسير الصنعاني بتفسير فتح القدير للشوكاني، وقد نالت الباحثة برسالتها درجة الماجستير من جامعة صنعاء، وقد نوقشت عام 1996م( ). وقد عمل على تحقيق جزء كبير منه محمد صبحي حسن حلاق حيث حقق الكتاب من أوله إلى أوائل سورة لقمان، ولم ينشر بعد( ). كما أن د. عبد الله بن سوقان الزهراني يحقق الآن من سورة الأحقاف إلى الآية الثالثة والعشرين من سورة الفتح، وبه ينتهي الموجود من الكتاب حسب اطلاعي. وقد بقي من الكتاب قطعة لم تحقق بعد، وتقع في مائة واثنتين وتسعين لوحة، ورغبة مني في إظهار هذا الجزء من الكتاب للفائدة العلمية المرجوة من مثله فقد حققت من هذا الجزء المتبقي سبعاً وتسعين لوحة، وذلك من أول سورة لقمان إلى نهاية سورة الصافات( ). لهذا وذاك آثرت أن يكون تحقيق هذا الجزء من مفاتح الرضوان هو موضوع رسالتي العلمية المقدمة في مرحلة الماجستير دراسة وتحقيقاً ومقارنة بكتاب معالم التنـزيل للبغوي. وقد اخترت كتاب معالم التنـزيل لأن الصنعاني رحمه الله كان يكتب كتابه هذا أيام تدريسه لمعالم التنـزيل، يكتب كل يوم ما درَّسه، فلذا وقع اختياري عليه لمعرفة ما زاد عليه وما اختصر منه، كما أنه قد سبق مقارنته بتفسير ابن كثير وفتح القدير كما رأيت، وبأضواء البيان في رسالة أخرى في منهج الصنعاني في التفسير من خلال كتابه مفاتح الرضوان( ).