الملخص
فإن الله قد أنعم علينا بنعمة الإسلام والإيمان التي هي من أعظم النعم، وجعل الانشغال بطلب العلم الشرعي من علامات إرادته -سبحانه وتعالى- الخير للعبد، فشرع لذلك وسائل: القراءة والنظر والتأمل والاعتبار، والسير في الأرض والبحث ونحوها، حتى يعبد الله على علم ويقين، لا ظن وشك وجهل ونحو ذلك. فمن هذا المنطلق، ولما أن من متطلبات الحصول على درجة الماجستير بالمعهد العالي للقضاء إعداد بحث تكميلي؛ رغبت في البحث في موضوع «الظن وأثره في الطهارة». أهمية الموضوع: إن الظن لا تخفى معالمه عند كثير من الناس، إذ ما من مكلف إلا وتعتريه الظنون في حياته من طهارة وعبادة ومعاملة وغيرها، بما أن طهارة الماء والبدن والملبس هي الوسيلة لأداء أهم وأعظم العبادات كالصلاة ونحوها، فهي في أمس الحاجة إلى طرد ما يشوبها من الظنون والشكوك والأوهام والوساوس وما شابهها. وتبدو هذه المسائل التي يطرأ عليها الظنون والشكوك ونحوهما متشابهة ومتقاربة، فهي جديرة بالبحث والتعمق فيها. من أسباب اختيار الموضوع: ما سبق من أهمية الموضوع وصلته الوثيقة بحياة المسلم، في حين أن موضوع الظن وأثره لم ينل حظه من العناية ببحث ودراسة على شكل مفصل ومستقل يسهل تناوله والاستفادة منه، ولما لديّ من رغبة أكيدة في الإسهام بما يخدم المسلمين وخاصة ما يتعلق بحياتهم الأولية من الطهارة والعبادات ونحوهما. الدراسات السابقة: وجدت عدة بحوث ورسائل تناولت الموضوعات ذات الصلة بالظن من بعيد، ولم تتناول موضوع الظن بعينه بالتفصيل كما ينبغي، وقد يتوهم القارئ أن مؤدى تلك الموضوعات واحد، لكن بالنظر إلى مضمونها وحكمها وتعليل العلماء لها تبيّن أن هناك فرقا يحتاج إلى البحث بعمق وتدقيق النظر.