المشكلات النفسية والاجتماعية للمسنين وعلاجها في التربية الإسلامية مع بيان جهود المملكة العربية السعودية في ذلك
مؤلف
العنزي، فرحان بن خلف،
الملخص
لقد تم بحمد الله تعالى و توفيقه دراسة "" المشكلات النفسية والاجتماعية للمسنين وعلاجها في التربية الإسلامية ""، و تم فيها مناقشة عدة قضايا ، خلص الباحث بعد ذلك إلى النتائج التالية : أولا : النتائج : 1-أن مفهوم الشيخوخة لا يمكن ضبط تعريفه إلا بالاعتماد على العامل الزمني ؛ وهو ستون سنة (60) ، و هذا القيد يتوافق مع منظور التربية الإسلامية للمسنين . 2-ظهر للباحث أن هناك عوامل و تغيرات جسمية و نفسية واجتماعية تطرأ على المسن ، يجب الإلمام بها للتعامل السليم مع هذه الفئة ، ومن أهمها : •تقلص العلاقات الاجتماعية •العزلة والوحدة •التقاعد •التغيرات العقلية 3-تبين للباحث أن التربية الإسلامية تنظر إلى التغيرات التي تطرأ في هذه الفترة هي مرحلية وطبيعية اقتضتها سنة الله عز وجل في خلقه وقلم التكليف جاري على صاحبها مما يدل أن المسن لا يعتبر كبره عائقاً دون مواصلة حياته أو سببا في سقوط التكليف عليه أو أنه على هامش الحياة ينتظر حتى يوارى التراب ، وهي بهذا تخالف ما هو عليه كثير من التربيات الأخرى التي تغض الطرف عن تناول هذه المرحلة بالرعاية والاهتمام لكونه تراكمت عليه الأمراض والعقد والاضطرابات النفسية والتهميش الاجتماعي والنظر إليه بأنه فرد غير منتج اقتصادياً وأن أفضل مكاناً يصلح له دور المسنين . 4-تأكد للباحث أن الإسلام ينظر إلى المسن على أنه إنسان مكلف تجري عليه الأحكام الشرعية كما تجري على غيره، والتخفيف عنه والترخيص له. كما سيأتي بيانه لا يعني إسقاط الأحكام عنه، ولذلك شدّّد عليه فيما يرتكبه من محرمات ؛ لقلة الدوافع وضعف البواعث. 5-كما تبين للباحث أن الإسلام كما أناط التكاليف بالمسنين ، كذلك أعطاهم حقوقا أوجبها على غيرهم ؛ و من ذلك : 6-إن للمجتمع مسؤولية شرعية و أخلاقية تجاه المسنين ؛ فلهم الحق في الاحترام والتقدير والتوقير ، وابتدارهم بالسلام ، و تقديمهم في الطعام والشراب وغيره ، والتوسعة لهم في المجلس إذا دخلوا، وتمكينهم من بعض الوظائف الدينية في المجتمع وإعطاء الأولوية لهم 7-و خلص الباحث إلى أن أهم مشكلات بعض المسنين النفسية تتمثل في : بعض القلق ، و الاكتئاب ، والوسواس ، والانفعالات 8-إن لهذه المشكلات النفسية أسبابا و عوامل ، من أهمها: •ضعف الطاقة البدنية والنفسية الذاتية للفرد على مقاومة الظروف الضاغطة كالمتغيرات التي لم يكن يعد لها العدة في تقبلها عندما تحدث مثل التغيرات البيولوجية الاجتماعية •حاجة كبار السن إلى الإحساس بالمحافظة على القوة والتأثير على الآخرين ومن ثم التسلط بحكم السن والمسؤولية القيادية في المجتمع وتوجيه اهتمام للحصول على السيادة التي أخذ بريقها في الانطفاء وانحسار الأضواء عنه •الانعزال والانطواء والبعد عن الحياة الاجتماعية والهدوء المشوب بالحذر الهياجي في بعض المواقف الانفعالية التي يستثار لها كبار السن •ضغوط البيئة الاجتماعية : حيث إن الأزمات المتلاحقة التي يتعرض لها كبار السن سواء كانت المرضية الجسدية أو موت الأقارب والأحباب وظروف الفقر والمعاناة الاقتصادية •مشاعر الذنب ولوم النفس : فقد يشعر كبير السن نتيجة لقيامه ببعض الأعمال التي خالف فيها شرع الله أو التي تتعارض مع بعض القيم الخلقية الاجتماعية بلوم متواصل وشعور متلاحق بإثم ما قام به في مرحلة ما سابقة مما قد يؤدي إلى تضخم هذا الشعور وعجزه عن التخلص منه لأنه أصبح يطارده كلما رأى شيئا يذكره به. •اضطراب العلاقة بينهم وبين أولادهم إلى الحد الذي يؤدي إلى الاصطدام. •ضعف المكانة الاجتماعية لكبار السن نتيجة لابتعاد الأقل سنا عنهم خاصة بعد قيامهم بتصرفات غير سليمة نفسيا
