الملخص
فإن الأسمدة والمبيدات التي كانت تستخدم في القديم، وتكلم عنها الفقهاء المسلمون، وشرَّاح الحديث والمتون، في أبواب من كتب الفقه والتراث الإسلامي في كتاب الأطعمة تارة، وفي كتاب الطهارة أخرى، وثالثة في كتاب الأدب. وهكذا.من غير أن يحصرها كتاب أو يجمعها باب ، قد تطور استخدامها واتسع في هذا العصر لتكون علماً يدرس في كليات مختصة ،ووضعت لأجلها مراكز بحوث وتجارب متعددة تهتم بالنواحي المادية التطبيقية دون الناحية الشرعية بحكم عدم الاختصاص في الجانب الشرعي . ومن هنا عزمت على بحث هذا الموضوع من الناحية الشرعية ، والتي لم يسبق لها أن بحثت ببحث مستقل – حسب اطلاعي – من خلال بحثي في فهارس المكتبات وعلى شبكة المعلومات . بل لم أجد من أفردها بباب أو جمع مادتها في كتاب في القديم أو الحديث ولا من قبل المختصين في العلوم الشرعية أو الزراعية . بل فوجئت بجهل كثير من أهل الاختصاص بعلاقة هذا الموضوع بالناحية الشرعية. فضلاً عن معرفة جزئياته وتفاصيل أحكامه. كل هذا وذاك جعل اهتمامي بجمع مادة الموضوع تزداد، وإصراري على بحثه يشتد، فاتصلت بالعديد من الجهات الأكاديمية المختصة، والبحثية والتجريبية البحتة، والإدارية ذات الشأن والعلاقة. والذين ما أن أبين لهم أهداف البحث وبعض أحكام التسميد والإبادة وفقه ذلك في الشريعة وأحكامه، إلا وأجد منهم كل التعاون والتشجيع . حيث التقيت بأكاديميين من كلية الزراعة، وباحثين وعلماء في المركز الوطني للأبحاث والتجارب، ومختصين في وزارة الزراعة والمياه، وآخرين في المديرية العامة للزراعة. والذين زودوني بالعديد من الكتب والبحوث، والأنظمة، واللوائح التي تهم البحث، كما تعرفت من خلال ذلك على طرق حديثة في التسميد والإبادة ما كانت تُعرف من قبل، كاستخدام الهرمونات، والعناصر الكيميائية في التسميد، واستخدام موانع التغذية، والمكافحة الجينية، والمعقمات، والممرضات، والصعق الكهربائي، والأعداء الحيوية في الإبادة. وغيرها مما له علاقة بالموضوع . فجمعت ما جدَّ وحدث من طرق الإبادة والتسميد إلى ذلك المستخدم في السابق، والذي مازال يستخدم كما كان، أو مع بعض التغير الذي طرأ عليه . فصار ما قمت به وجعلته مادة لهذا البحث مكوناً من أمرين : الأول : قديم ، كان دوري فيه الجمع والترتيب، والتصنيف والتبويب، كحكم التسميد برجيع ما يؤكل لحمه وما لا يؤكل، والتسميد بذرق الطيور، والتسميد بعذرة الآدمي، والإبادة بالنار، والحبس , إلى غير ذلك . الثاني : حديث، كان دوري فيه التكييف والتوصيف وبيان الحكم الشرعي، فبحثت هذا , وذاك بدراسة فقهية تهتم بالدرس, والتحقيق, وبيان الخلاف والراجح من الأقوال, مع عناية بما جدَّ وتغير من مسائل. وقد صغت ذلك بأسلوب علمي يفهمه المتخصص في الفقه, كما لا يحرم فهمه صاحب الشأن من مزارع , أو باحث زراعي ، وقد اخترت أن يكون