خطاب دعاة الغلو الاعتقادي في المجتمع السعودي مرتكزاته وأساليبه وكيفية مواجهته : دراسة تحليلية ميدانية /
مؤلف
الزهراني، محمد إبراهيم،
الملخص
فقد انتهيت في هذا البحث إلى مفهوم خطاب دعاة الغلو الاعتقادي في دراسة تأصيلية، كما وقفت على مكونات هذا الخطاب من خلال دراسة تحليلية وميدانية، ويطيب لي أن أذكر أهم نتائج هذه الدراسة، ثم أتبعها بالتوصيات التي قد تسهم في التعامل مع هذا الخطاب. أولاً: أهم النتائج: نتائج الدراسة النظرية: 1-أن مفهوم الخطاب يطلق ويراد به أحد معنيين، أولهما: المادة التنظيرية. وثانيهما: العملية الاتصالية. 2-أن هناك خلطًا بين مصطلحي الخطاب التنظيري والاتصالي، فهناك من يقتصر على معنى دون آخر. 3-أن الخلط في مفهوم الخطاب تعدى إطلاقاته الاصطلاحية إلى تحديد الخطاب بأحد مكوناته كالاتجاه أو النص. 4-تعدد المصطلحات التي تطلق على أفعال الدعاة الغلاة، كالعنف والتطرف والإرهاب والتشدد وغيرها. 5-يعد مصطلح الإرهاب أكثر المصطلحات إثارة للجدل، فرغم صدوره من مؤسسات وأفراد إلا أنه لا يزال موضع خلاف. 6-أن مساحة الاتفاق حول مصطلح الإرهاب أكبر من مساحة الاختلاف فيه. 7-أن أول ظهور لمصطلح الإرهاب كان عام 1794م في المجتمع الفرنسي. 8-أن انتشار مصطلح الغلو والمصطلحات التي تطلق على أعمال الغلاة جاء بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر من عام 2001م. 9-أن خطاب دعاة الغلو الاعتقادي يطلق ويراد به : أحد معنيين . أولهما: مجموعة المواد المتضمنة قواعد وأفكار دعاة الغلو في التكفير الموجه إلى المجتمع السعودي، والآخر: عملية الاتصال الدعوي بين دعاة غلاة التكفير، وبين مدعويهم في المجتمع السعودي للتأثير فيهم وإقناعهم باتباعه، وفق منهج غير شرعي. 10-أن مرتكزات خطاب الدعاة الاتصالي تتأثر ببعضها وتؤثر في المدعو. 11-أن شبه الدعاة الغلاة تنطلق من نصوص الكتاب والسنة، إلا أنهم يؤولونها وفق أهوائهم. 12-شكل الغزو السوفيتي لأفغانستان في 27/12/1979م – 14/2/1989م أحد أسباب ظهور دعاة الغلو الاعتقادي في المجتمع السعودي. 13-شكلت حرب تحرير الكويت أول نشاط علني لدعاة الغلو الاعتقادي العائدين من أفغانستان. 14-يعد تفجير العليا 1416هـ أول عمل علني لدعاة الغلو الاعتقادي في المجتمع السعودي بعد انتهاء تحرير الكويت. 15-تراجع نشاط دعاة الغلو الاعتقادي بعد تفجير العليا بالرياض في 2/6/1416هـ، وذلك نظرًا لإنكار جماهير علماء ودعاة المجتمع السعودي ذلك العمل الإجرامي. 16-توسع نشاط دعاة الغلو الاعتقادي بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001م، إذ تم تجنيد العشرات من الشباب في تنظيم القاعدة. 17-بدأ انحسار نشاط دعاة الغلو الاعتقادي بعد بدء الملاحقة الأمنية الناجحة في 15/1/1424هـ. 18- شهد عام 1424هـ ومطلع عام 1425هـ نشاطًا مسلحًا من قبل دعاة الغلو الاعتقادي، تمثل في تفجير المحيا السكني ومبنى إدارة المرور وقتل عدد من رجال الأمن. 19-شهد نهاية عام 1424هـ وعام 1425هـ احتدام الملاحقة الأمنية للغلاة، وتمكنت الأجهزة الأمنية من توجيه ضربات قوية تمثلت في قتل واعتقال عدد من قيادات دعاة الغلو الاعتقادي. 20-شهد شهر شعبان من العام 1424هـ صدور أول مجلة تحت عنوان «صوت الجهاد» لدعاة الغلو الاعتقادي واستمرت في الصدور 14 شهرًا بواقع عددين كل شهر، ليتوقف صدورها عند العدد الثامن والعشرين نتيجة للضربات الأمنية المتلاحقة واعتقال عدد من القائمين عليها. 21-توقف إصدار مجلة الغلاة ستة أشهر ليصدر العدد التاسع والعشرين في ربيع الأول 1426هـ، وتتمكن الأجهزة الأمنية من إلقاء القبض على القائم عليها بعد أيام من صدورها وهو عبدالعزيز بن رشيد العنزي، ومنذ ذلك الحين توقف صدور المجلة. 22-تلازم صفات الخوارج قديمًا وحديثًا. 23-توافق منهج أمير المؤمنين علي (رضي الله عنه)، ومنهج المملكة العربية السعودية في التعامل الدعوي مع الخوارج. 24-أن شرح الأحاديث الشريفة التي أخبرت بظهور الخوارج تثير في نفوس المدعوين أسئلة كثيرة تنتهي غالبًا بنبذ دعوة الغلو الاعتقادي . نتائج الدراسة التحليلية: 1-أن مرتكزات الخطاب التنظيري قائمة على الغلو في التكفير، فينطلقون من تكفير الحكام بنسبة بلغت (45.8%)، والتكفير بالولاء والبراء بنسبة (15.3%)، وتكفير العكسريين بنسبة بلغت (7.3)، وتكفير العلماء أو تفسيقهم بنسبة بلغت (5.8%)، وتكفير من لم يحكم بما أنزل الله بنسبة بلغت (3.3%) وتكفير المجتمع السعودي بنسبة بلغت (1.5%) وتكفير من لم يكفر الكافر مطلقًا بنسبة بلغت (0.5%). 2-أن الدعاة الغلاة أغرقوا خطابهم بالآيات الكريمة والأحاديث الشريفة وأقوال السلف. 3-أن هدف تقويض السلطة الحاكمة في المجتمع السعودي نال النصيب الأكبر من هذا الخطاب بنسبة بلغت (35.1%). 4-عكست فتاوى تحريم العمل في القطاعات العسكرية، وتكفير منسوبيها مدى نجاح الملاحقة الأمنية للمنتمين لهذا الفكر، إذ ظهر كثير منها إثر بدء الملاحقة الأمنية. 5-أن الدعاة الغلاة ضمنوا خطابهم العديد من الشعارات التي ظاهرها الحق وباطنها الباطل. 6-حازت موضوعات العقيدة المساحة الأكبر من هذا الخطاب إذ بلغت (37%)، نظرًا لكثرة المرتكزات العقدية التي تضمنها الخطاب. 7-تنوعت أساليب الدعاة الغلاة إلا أنها في مجملها ترجع إلى أساليب ستة رئيسة هي: التأليب وتزيين الباطل والتدرج والترغيب والتباكي ورمي العلماء بالسوء. 8-يعد أسلوب الاستفهام أحد أبرز الأساليب الفرعية في خطاب الغلاة .