موقف الأعلم الشنتمري في كتابه النكت من الخلاف النحوي والصرفي
مؤلف
الصاعدي، سامي بن عمير بن عامر،
الملخص
وقد توصّلت فيه بحمد الله إلى نتائج مهمة في أثناء عرضي لموقف الأعلم - رحمه الله - من الخلاف النّحويّ والصّرفيّ في النكت ، وأجملها فيما يأتي : 1- يُعَدُّ الأعلم الشَّنْتَمَرِيّ من النّحويّين الأندلسيّين الذين أثروا المكتبة العربيّة بمؤلّفاتهم المتنوِّعة في اللّغة والأدب التي توارثتها الأجيال من بعده ، ونقلها الخلف عن السّلف . 2-لم تذكر المصادر التّاريخية شيئاً عن نشأة هذا العالم الفـذّ ، ولا أعرف سبب ذلك ، وسيرته العلمية وآثاره التي ألَّفها تشهد بشغفه بطلب العلم منذ نعومة أظفاره . 3-اقتصرت المصادر التّاريخية في ترجمة الأعلم على ذكر شيوخه الذين أخذ عنهم بقرطبة بعد سنة 433 هـ . 4-لم تتفق كتب التراجم على تحديد سنة وفاة الأعلم ، وأكثرها يذكر أنَّه توفي سنة 476 هـ ، وجميع من أرَّخوا لحياته يذكرون أنَّ وفاته كانت في القرن الخامس . 5- يُعَدُّ كتاب النُّكت من المصادر المُهِمَّة للخلاف النّحويّ والصّرفيّ سواء أكان بين البصريّين أم بينهم وبين الكوفيّين . 6-اشتمل كتاب النُّكت على كثير من المسائل الخلافيّـة التي دارتْ بين سيبويه والمبرِّد ، والتي قلَّما وُجِدَتْ في كتاب غيره ، وقد ضمَّتها كتب مفقودة لم تصل إلينا ، ككتاب ""الرّدّ على سيبويه "" للمبرِّد . 7-ضمَّ كتاب النُّكت كثيراً من المسائل الخلافيّة والآراء والاعتراضات التي أودعها أبو سعيد السّيرافيّ شرحه لكتاب سيبويه وإنْ لم يصرِّح الأعلم بنقلها منه . 8- من أهم السِّمات التي غلبتْ على أسلوب صاحب النُّكت الاختصار والإيجاز لما يعرضه من قضايا وينقله من نصوص ، الأمر الذي أوقعه أحياناً في أمور لا تُحمَد له ، كالغموض في المعنى ، والوهم في النَّقْل عن سيبويه ، وانقطاع بعض ما يعرضه من أفكار . 9- تأثر الأعلم في كتابه النكت بأسلوب السِّيرافيّ كثيراً عند عرض المسائل الخلافيّة ومعالجتها ، كالعناية بكلام سيبويه ، والاستطراد بتفسير أو شرح لما يورد من أبيات أو كلمات أو أمثال . 10- اهتمّ الأعلم كثيراً بآراء البصريّين ، فالتزم تصدير المسائل بها ، واقتصر في كثير من المسائل عليها ، وقد يسوق المسألة مقرِّراً مذاهبهم . 11- اتّصف الأعلم بالاعتدال عند عرض المسائل الخلافيّة ، فناقش البصريّين في كثير من آرائهم دون تعصُّب لأي منهم ، وأجاز بعض مسائل الكوفيّين . 12- من الملامح الواضحة على صاحب النُّكت عند إيراد المسائل الخلافيّة دفاعه عن سيبويه في كثير منها مما خالفه فيها البصريّون أو الكوفيّون ، وقد اتخذ هذا الدِّفاع أساليب مختلفة في الاحتجاج . 13- اعتنى الأعلم بترجمات الأبواب التي عقدها سيبويه ، وقد يذكر أحياناً الفروق بينها . 14- استفاد الأعلم عند تحقيق نصّ سيبويه على ما اعتمد عليه السّيرافيّ في شرحه من نسخ أخرى للكتاب ، كنسخة مَبْرَمان . 15- وقف الأعلم موقف المعارض كثيراً من آراء المبرِّد ، وكذا من آراء الكوفيّين ، وإنْ وافقهم في بعض المسائل . 16- لم يلتزم الأعلم بنسبة ما يورده من شواهد . 17- اهتمّ الأعلم كثيراً ببيان موطن الشَّاهد ، ووجه الاستشهاد، لما يسوقه من شواهد . 18- اتخذ الجمع بين الآراء المختلفة وكذا التّرجيح عند الأعلم أوجهاً مختلفة عند عرض المسائل . 19- يُعَدُّ السَّماعُ أحد الأصول التي اعتمد الأعلم عليها في أثناء عرضه للمسائل اختياراً أو ترجيحاً أو ردّاً ، فوُجِدَ يستشهد بالقرآن وقراءاته ، وكذا يحتج بالشِّعر وبأقوال العرب ، ولم أجد له احتجاجاً بالحديث النَّبوي في أثناء عرضه لتلك المسائل في النّكت . 20- يُعَدُّ القياس الأصل الثّاني عند الأعلم من أصول الاحتجاج ، وقد راعى فيه عدم معارضته للمسموع ، واطّراد الأصل المقيس عليه ، وصحّة التّعليل ووضوحه . 21- كان الأعلم دقيقاً في حمل النَّظير على نظيره عند استدلاله بالقياس . 22- اهتمّ الأعلم بتعليل آراء البصريّين كثيراً عند عرض المسائل . 23- الإجماع أصل مهم من أصول الاحتجاج عند الأعلم سواء ما أجمع عليه اللّغويّون أم النّحويّون . 24- قد يستدلُّ الأعلم في المسألة بأكثر من أصل من أصول الاحتجاج