التبيان في شرح مورد الظمأن لمؤلفه أبي محمد عبد الله بنِ عمر الصنهاجي (ابن آجطا) من أول (باب حكم رسم الهمز) إلى نهاية الكتاب دراسة وتحقيقا
مؤلف
الثويني، عمر بن عبدالله بن علي
الملخص
لقد أُحتفي بكتاب الله العظيم مذ أشرقَ به وجه الأرض، وأظل الله به هاجرة الدنيا؛ فلا همَّ للمخلصين في غير إدناء قطوفه، وتقريب جَناه، وحتى تنتهي الحياة. ولذا لم يترك علماء الإسلام جانباً من الجوانب في القرآن المجيد، إلاَّ ولجوه، وبحثوه، وسبروا غَوْرَه، حتى يلتمس منه كلُّ قاصدٍ مبتغاه. وكان من بين تلك الجوانب المعنيِّ بها: ""علم رسم المصاحف"" إذ بلغ من الشرف أسماه، لتعلقه بكتاب الله، الميسَّر لنا بجميع أنواع التيسير: تلاوة، وفهماً، وتدبُّراً، وعملاً، ورسماً، وغير ذلك، مصداقاً لقوله سبحانه: ، ولعل من أبرز مظاهر التيسير والعناية به، أنَّه اتخذَّ كُتَّاباً للوحي- منهم الخلفاء الراشدون - فكان كلَّما نزل عليه شيءٌ من كلام الله تعالى دعا كَتَبَةَ الوحي، فأملاه عليهم، وحدَّد لهم موضع الآيات المنَزَّلة في السور، وقال لهم: ضعوا هذه الآيات في السُّورة الَّتي يذكر فيها كذا و كذا ، بل كان يحث أصحابه على كتابة القرآن، ففي الصحيح أنَّه قال: لا تكتبوا عنِّي شيئاً سوى القرآن، ومن كتب عنِّي شيئاً سوى القرآن فليمحه ، وما توفي النبي ، إلاَّ والقرآن مكتوب كله بين يديه، بَيْدَ أنَّه لم يكتب في صحف، ولا مصاحف، بل كتب منثوراً في العُسْب, واللِّخَاف، والرِقاع، وقطع الأديم، وغيرها مما كان متيسراً لهم في عصرهم.