دعوى وحدة الأديان عند الصوفية والفلاسفة : عرض ونقد / سعيد بن محمد بن حسين بن معلوي ؛ إشراف ناصر بن عبد الله القفاري.
مؤلف
$aابن معلوي، سعيد بن محمد بن حسين
الملخص
موضوع البحث يتعلق بجانب مهم في حياتنا المعاصرة ؛ وهو وحدة الأديان. ووحدة الأديان دعوة لها جذورها التاريخية القديمة، إلا أنها برزت بقوة في عصرنا الحاضر في جوانب ثقافية واجتماعية ذات أبعاد إنسانية . مع إطلاق مسميات براقة ومصطلحات جذابة لتسهيل قبولها عند المسلمين . وهذه المسميات إما أن تكون ذات صبغة عامة شاملة لجميع المذاهب والفرق والديانات، مثل: العالمية ، الدعوة العالمية، الدين العالمي، الديانة العالمية، عالمية الثقافة، التعايش بين الأديان ، وحدة الدين الإلهي ... وإما أن تكون مقصورة على الأديان الثلاثة والمراد بها الإسلام ،والنصرانية ، واليهودية ، مثل : الدين الإبراهيمي ، ملة إبراهيم، المِلِّيُّون، توحيد الأديان الثلاثة، الديانة الإبراهيمية، الدعوة إلى الإيمان الإبراهيمي... وإما أن تكون ذات صبغة ثنائية : التوفيق بين الإسلام والنصرانية ، حوار الأديان. وهكذا ... وأصحاب هذا المبدأ على وجه العموم - يرون أن الأديان كلها - كتابية كانت أم وثنية - سواء، فلا فضل لدين على دين ، والكل مهتد سائر على الطريق المستقيم ؛ وإن تعددت الطرق واختلفت المسالك. والقول بوحدة الأديان ليس وليد هذا العصر بل هو قديم جداً ، فالمحاولات الأولى تمثلت في الفلسفات الهندية ثم اليونانية، ثم تلقفتها الصوفية والفرق الباطنية التي تقوم في جوهرها على فكرة المزج والتلفيق بين مذاهب دينية مختلفة وآراء متباينة ، سياسية واجتماعية متعددة ومبادىء فلسفية وعلمية متنوعة .