الملخص
قُدّمت هذه الرسالة إلى كلية اللغة العربية بجامعة أم القرى للحصول على درجة الدكتوراه في الأدب والنقد وعنوانها ((السرد الحكائي في الشعر العربي المعاصر دراسة موضوعية فنية)) وهي تهدف إلى تقديم دراسة عن توظيف التراث الحكائي موضوعا وبناءً في الشعر العربي المعاصر بأنماطه الحكائية: التاريخي، الأسطوري، الخرافي، والواقعي أيضاً، الذي أحدث تطوراً في بنية ونسيج الخطاب الشعري بحكم طبيعته السردية، الذي دلّ على انفتاح الشعر على الأجناس الأدبية الأخرى ومن ثمّ محاولة الكشف عن التقنيات السردية وتحديد أبعادها وتحليل عناصرها داخل البناء السردي للقصيدة. وقد جاء هذا البحث في تمهيد وستة فصول ابتداءً بـ(المقدمة) عن أهمية الموضوع ومنهجه وإيضاح خطة البحث وانتهاء بـ(الخاتمة). أما (التمهيد) فقد تضمن دراسة موجزة عن مدلولات الحكاية والسرد والتداخل بينهما، وعن البناء السردي للحكاية، والفرق بين القصة والحكاية وصولاً لرؤية أولية لما تعنزت يه الدراسة من (قصيدة السرد الحكائي). وقد خصص الفصل الأول للحديث عن (قصيدة الحكاية التاريخية) وركزت الدراسة فيه على إعادة صياغة الشعراء المعاصرين لمضمون الأحداث التاريخية وشخصياتها في مشاهد شعرية، وقد جاء في مبحثين الأول منه عن (حكاية الأحداث التاريخية) المستلهمة من الموروث الديني والتاريخي والمعاصر مثل: (عام الفيل، الهجرة النبوية، هجوم التتار،نكبة حزيران) والثاني عن (حكاية الشخصيات التاريخية) التي تنوعت بين الشخصيات الدينية والتاريخية والأدبية مثل: ( قابيل وهابيل، يوسف عليه السلام ، الحجاج، وضاح اليمن ) أما الفصل الثاني (قصيدة الحكاية الأسطورية) فاقتصرتْ فيه الدراسة على قصيدة واحدة ( سربروس في بابل ) للسياب، وابتدأتْ بالبناء السردي المرتبط بالحدث وفعل الشخصية الرمزية، وانتهتْ بقراءة نقدية مرتبطة بمصطلحات الأسطورة (الموتي?) و (الثيمة) ثمّ عن التداخل الأسطوري في مجريات أحداث القصيدة. وجاء الفصل الثالث (قصيدة الحكاية الخرافية) في مبحثين الأول عن ( خرافة الحيوان في قصيدة الحكاية ) وقد تناوب مابين استدعاء النص التراثي موضوعاً وبناءً ( كليلة ودمنة نموذجا ) ورمز الطير (الغراب) والحيوان (الذئب) نموذجا في الشعر العربي المعاصر. والثاني (خرافة المعتقد) عن القوى الخفية (الغول) نموذجا، والقوى الظاهرة (العراف) وتشكيل صورته، لإبراز شيء من مخزون التفكير الخرافي عند شعرائنا المعاصرين. وكان الحديث في الفصل الرابع ( قصيدة حكاية السيرة الشعبية ) عن (حكايات البطولة: حرب البسوس، سيف بن ذي يزن) للقصائد التي استمدت سيرة بطل له دوره التاريخي النضالي في السيرة الشعبية، والثاني (حكايات المتعة والمغامرة) المتأثرة بعالم ألف ليلة وليلة ، وقد وظفت حكاياتها الإطارية القائمة على الثنائي (شهريار، شهرزاد) وحكاياتها الفرعية مثل: السندباد، ومدينة النحاس في شعرنا المعاصر. وقد تشكّل الفصل الخامس (قصيدة حكاية الواقع المعاش) في مبحثين الأول ( صناعة الرمز ) أو النموذج البطولي من واقع الطبقات الشعبية الكادحة، وتلاه ( صناعة الحدث الواقعي ) وتناولت موضوع النفاق الاجتماعي نموذجا للدراسة في القصيدة العربية المعاصرة. أما الفصل السادس فجاء مكملاً للفصول السابقة، بحثاً عن أبرز (تقنيات السرد وأساليب البناء في قصيدة السرد الحكائي) وآلياتها، وتمت دراسة ثلاث تقنيات (الراوي، الحوار، الزمن) . ثمّ اختتمت الرسالة بأهم نتائج البحث وفهارسه التحليلية.