الملخص
فقد كان ولا يزال القرآن الكريم نبعاً صافياً يَرِدُهُ العلماء من كل حدب وصوب ، حرصاً على الاستعانة به ، والاستفادة منه ، ولا زال العلماء عاكفين حول هذا الكتاب البجيل جيلاً بعد جيل يرتشفون من معانيه ، وينهلون من أسرار أوامره ونواهيه ، ويحاولون استجلاء مقاصده ومراميه ، وقد أدى ذلك إلى بزوغ فجر مجموعة من العلوم والمعارف الإسلامية في المرحلة الباكرة للدعوة الإسلامية مثل التفسير ، والحديث ، والفقه ، والأصول ، ولم يقف النحاة آنذاك بعيداً عن هذه الميادين بل خاضوا لجج المعارف والعلوم ، وقطعوا الفيافي والقفار ، وقصدوا الأعراب لجمع شوارد اللغة وغرائبها ؛ للاستعانة بها في خدمة القرآن الكريم . .