الملخص
أهم ثأثيرات الحج المصري من الناحية السياسية , هو الوقوف ضد المنافسين للمماليك للسيطرة على الحجاز , وهم الرسوليون في اليمن , والمغول في العراق , والحفصيون في تونس , حيث وقف أمير الركب المصري ضد المحاولات التي كان يحاولها أولئك المنافسون للسيطرة على الحجاز , أو إبراز أنفسهم كخدام للحرمين وخاصة مكة , ومحاولات لتعليق كسوة الكعبة , والدعاء لسلاطين أولئك المنافسين على منابر الحرمين وبالتالي كسب الشرعية لحكمهم , وقد فاز بهذه الشرعية المماليك بصفتهم حماة للحرمين الشريفين , ولا سيما أن ركب الحج المصري كان يرافقه قوة عسكرية لحمايته , أو لفرض الأمن في الحرمين في حالة عجز أمراء الحجاز عن ذلك , أو في حالة كونهم سببا في تردي أوضاع الأمن بسبب تنافسهم على الإمارة , سواء في مكة أو المدينة , وإن كان دور الركب في ذلك مؤقتا في فترة الحج غالبا .الحج المصري كان له تأثير قوي في فرض السيطرة المملوكية على الحجاز , وذلك بفضل استمراره , واهتمام المماليك بأمر الحج وبوضع الحجاز , واستمر هذا التأثير حتى نهاية الدولة , أما من الناحية الأمنية فقد كان التأثير مؤقتا بفترة الحج وقد يمتد إلى بعد ذلك بفترة يسيرة , لأن من سياسة المماليك عدم تواجد قوة عسكرية بصفة مستمـرة . أما من الناحية الاقتصادية , فعلى الرغم من قلة الموارد الاقتصادية للحجاز , واعتمادها على كثير من المصادر الخارجية , من الناحية التموينية لحياة السكان , إلا أن التجارة في الحجاز عامة , وفي الحرمين خاصة كان لها رواج كبير وخاصة في موسم الحج , حيث تفد على الحجاز متاجر كثيرة من داخل جزيرة العرب وخارجها , وخاصة في سني الأمن والاستقرار المتقطع , والذي يصاحب غالبا فترة انسجام الأمراء ــ أي أميري مكة مع بعضهما , وكذلك الحال بالنسبة للمدينة ــ ومدى استطاعة السلطنة المملوكية السيطرة على الوضع هناك .