مدينة أبي عريش في عهد أسرة آل خيرات (1141-1264 هـ / 1728-1848 م) / إعداد ليلى بنت عبد الكريم الزهراني ؛ إشراف أميرة بنت علي وصفي مداح.
مؤلف
$aالزهراني، ليلى بنت عبد الكريم
الملخص
وتكمن أهمية دراسة مدينة أبي عريش في عهد آل خيرات عام (1141-1264هـ/1728-1847-1848م ) في كونها تلقي الضوء على هذه المدينة ودورها كعاصمة سياسية وحضارية لإمارة الأشراف آل خيرات ، حيث استطاعوا الاستقلال بحكم المخلاف عن أئمة اليمن وتأسيس عاصمة لهم هي مدينة أبي عريش ، والدور السياسي والاقتصادي الذي قامت به ، فقد استمدت دورها القيادي من موقعها الجغرافي في قلب المخـلاف السليماني ، واُعتبرت مركزاً للنشاط السياسي والاقتصادي لإقليم المخلاف السليماني ، فهي البوابة الشمالية والجنوبية للمخلاف السليماني ، فكانت بالنسبة للعثمانيين وأئمة اليمن بوابتهم الشمالية المطلة على بلاد الحجاز ، أما كونها بوابة جنوبية لأهالي منطقة عسير وأمرائها الذين عملوا جاهدين في حروبهم ضد الشريف حمود ومن جاء بعده من الأشراف آل خيرات للسيطرة عليها كتأمين لهم من إمام اليمن ، وبذلك تكون نقطة نهاية ، أو اعتبارها نقطة بداية في السيطرة على بلاد اليمن ، كما أن موقعها الجغرافي جعلها منطقة تمتاز بخصوبة أراضيها مع وفرة مياهها ذات الأمطار الموسمية ، مما جعلها مركزاً زراعياً واسعاً ومصدراً لتجارة المخلاف السليماني . كما أن توسط موقعها الجغرافي سهل لطلاب العلم القادمين من اليمن أو من مناطق شبه الجزيرة العربية لتلقي العلم على يد علماؤها ، فقد كانت منارة للعلم ، حيث ذكر الشيخ الحسن بن أحمد عاكش الضمدي في كتابه "" عقود الدرر "" أن فيها أكثر من مائة عالم كانوا يقصدون مدينة أبي عريش لتلقي العلوم المختلفة . كما اتضح لنا علاقتها مع العالم الخارجي ، فقد كانت نقطة التقاء للتيارات السياسية المتعددة ، فتارة خضوعها لأئمة اليمن وتارة للأسر المحلية من الأشراف كآل القطبي وآل المرتضي ثم أشراف آل خيرات سنة (1141-1264هـ/1728-1847-1848م) ثم ضمتها الدولة السعودية عليها ونشر مبادئ الدعوة السلفية التي اتضح أثرها في ربوع المخلاف السليماني من تطبيق مبادئ هذه الدعوة ، ثم نجدها تدخل تحت التبعية العثمانية بعد دخول قوات محمد علي باشا إلى جنوب الجزيرة العربية وانتهت بسقوط الشريف الحسين بن علي سنة (1264هـ/1847م) ، وقيام الدولة العثمانية بعزله .