مفهوم الشعر عند غازي القصيبي
مؤلف
المالكي، علي بن عتيق بن علي
الملخص
ملخص الرسالة قُدِّمت هذه الرسالة إلى كلية اللغة العربية بجامعة أم القرى للحصول على درجة الماجستير في الأدب والنقد وعنوانها (( مفهوم الشعر عند غازي القصيبي )) وهي تهدف إلى معرفة خصوصية رؤية القصيبي لفن الشعر ، وموقع هذه الرؤية من الرؤية القديمة والحديثة لهذا الفن ، وهو الأمر الذي يقودنا إلى الإجابة عن سؤالين محوريين هما : هل استطاع غازي القصيبي من خلال كتاباته المتعددة والمتنوعة أن يكوّن رؤية شاملة ومتماسكة عن الشعر ؟ وهل استطاعت رؤية القصيبي الخاصة تلك ـ أيًا كان مقدار أهميتها وتماسكها ـ أن تضيف شيئًا جديدًا إلى تلك الرُؤى المتراكمة عبر التاريخ الأدبي والنقدي ؟؟ وقد جاء هذا البحث في تمهيد وأربعة فصول تسبقه مقدمة وتتلوه خاتمة ، وأبرزت ( المقدمة ) أهمية الموضوع وأهدافه ومنهجه وإيضاح خطة البحث ، وكان ( التمهيد ) توطئة تاريخية لمجال البحث ومدخلاً مهمًا لتكوين رؤية أولية مختصرة وشاملة عن المجال النقدي الذي سيخوضه البحث وهو ( مفهوم الشعر ). وخصصت الفصل الأول للحديث عن : (( مفهوم الشعر عند غازي القصيبي )) فحاولت في هذا الفصل أن أتحدث عن أهم الزوايا التي نظر منها القصيبي إلى فن الشعر ، وتوصّلتُ إلى أن تلك الزوايا تضمنت بعض النظريات العامة وغير المنضبطة لذلك الفن ، التي لا تحمل بين مضامينها الكثير من التماسك . واستعرضت في الفصل الثاني : (( لغة الشعر وشكل القصيدة )) عند غازي القصيبي ، وقد تحدثت في موضوع لغة الشعر عن أمرين بارزين في كتاباته : الأسلوب واللغة الثالثة ، وأبرزتُ في جانب الشكل العامل الموسيقي وتأثيره على الأشكال الشعرية المختلفة : كالشكل ذي الشطرين والشكل المعتمد على التفعيلة ،كذلك الشكل الذي تمت صياغته تحت مسمى "" قصيدة النثر "" وبيّنت موقف القصيبي من هذه الأشكال التي ما تزال موجودة ، وكذلك من الأشكال التي لم تعد موجودة كالموشحات والبند . وانتهيت إلى أن القصيبي كان ينظر إلى لغة الشعر نظرة تجديدية تحاول الجمع بين الأساس الثابت والقابلية للتجديد والإبداع ، وكذلك كانت نظرته للشكل تعتمد على التجديد المعتمد على الأساس التراثي بدون إغفال الجانب الموسيقي . أما الفصل الثالث فقد كان الحديث فيه عن : (( مضمون الشعر ووظيفته )) بحسب رؤية القصيبي لهما ، ويعتبر هذا الفصل مقابلا للفصل السابق ، وقد تحدثت في هذا الفصل عن أبرز قضايا المضمون التي تعرض لها القصيبي ، وكوّنتْ رؤيته لمضمون الشعر ومتطلباته حتى يكون فعّالا . وقد تحدثت أيضا عن رؤية القصيبي لوظيفة الشعر ، وموقفه من الوظيفتين الأساسيتين : المتعة والفائدة ، محاولاً كشف الأسباب والنتائج التي تمخّضت عنها رؤيته تلك لوظيفة الشعر . وقد توصلت إلى أن القصيبي كان ينظر إلى مضمون الشعر بنظرة تهتم ببساطة الفكرة وإنسانيتها التي تحمل العمق الذي لا يصل إلى حد الإيغال في الغموض والتعمية ، وكذلك فإن رؤيته لوظيفة الشعر كانت تتلخص فيما يسميه المتعة الفكرية . وكان من الطبيعي أن يكون الفصل الرابع عن : ( المنظور النقدي ) للقصيبي ، ويكاد يكون هذا الفصل هو الرأس الهرمي لهذا البحث ، فنحن نكشف فيه عن موقف القصيبي من النقد وأهميته بالنسبة له ، وعن معياره النقدي الذي اعتمد عليه ، ثم عن الأشكال التي استخدم بها هذا المعيار ، وعرضنا أخيرا لأبرز آرائه النقدية التي لم نمر عليها خلال ما تقدم من الرسالة .وقد تبين لي بعد ذلك أن القصيبي من الشعراء الذين لا يؤولون على النقد تلك الأهمية الكبيرة ، ومن هنا كان المعيار المعتمد على الذوق الشخصي الذي لا يعتمد على المعايير العلمية المقننة هو المعيار الأساسي بالنسبة له ، وقد أتاحت له مرونة هذا المعيار أن يُضمّنه عدة أشكال من شعر ومختارات ورواية ومقالة ودراسة ، ولكن هذه المرونة قد أدّت به في الوقت نفسه إلى الوقوع في بعض التناقضات بين آرائه المختلفة ، وهو الأمر الذي كشفته لنا فصول البحث السابقة . ومن هنا فلم تكن للقصيبي تلك الرؤية المتماسكة للشعر ، وإنما هي مجرد ومضات شخصية تحمل من الطابع التأثري الانطباعي أكثر بكثير مما تتحمل من الطابع العلمي المقنن ، إنها رؤية الشاعر الفنان وليس رؤية العَالِم الناقد .