الملخص
فهذه دراسة عن المقاومة الإسلامية في شمال المغرب الأقصى ضد العدوان الإسباني في الفترة من 1331- 1345هـ / 1912- 1926م. وتهدف الدراسة إلى إبراز الدور الديني الإسلامي في إشعال روح المقاومة الإسلامية ضد المطامع الاستعمارية في بلدان العالم الإسلامي، وخاصة المغرب الأقصى الذي تكالبت الدول الاستعمارية عليه , وخصوصاً إسبانيا التي وقف لها محمد ابن عبدالكريم الخطابي الذي بث روح المقاومة ضد هذه الأطماع. وقد توخيت في دراستي أن أهتم وأضهرالنقد في سياق عرضي لعناصر البحث , كما حاولت أن ألتزم بالمنهج العلمي القائم على مقارنة النصوص واستخلاص النتائج، مع استبعاد الروايات المبالغ فيها، والتي كثيراً ما أوردها المؤرخون الأجانب ذوو النزعة الاستعمارية. ويتكون البحث من مقدمة - وتمهيد - ومدخل تاريخي - وأربعة فصول. أما المقدمة فتحتوي على أسباب اختيار الموضوع والفترة الزمنية التي كتبت فيها هذا الموضوع. والتمهيد يتناول دراسة لجغرافية المغرب الأقصى، والمدخل التاريخي , تتبعت فيه مراحل الاستعمار الإسباني للمغرب منذ سقوط غرناطة حتى حرب تطوان، ومدى قوة المسلمين لرد هذا العدوان. وفي الفصل الأول: عالج الباحث موضوع المقاومة الإسلامية للوجود الإسباني في الريف، ودراسة فرض الحماية على شمال المغرب, والصعوبات التي واجهت التغلغل العسكري في هذه المنطقة. وتناول الفصل الثاني: التغلغل الإسباني في المغرب حتى نهاية الحرب العالمية الأولى , والمقاومة الإسلامية في المنطقة الشرقية والغربية، ثم إظهار دور الفقيه عبدالكريم الخطابي وابنه محمد في مقاومة العدوان حتى القطيعة بينهما. وفي الفصل الثالث: عالجت فيه المقاومة الإسلامية ضد الإسبان في الفترة من 1338-1341هـ 1919-1922م إذ وصلت المقاومة ذروتها، فخاضت عدة معارك انتصرت فيها وكادت أن تطرد المستعمر من أرض المغرب. وفي الفصل الرابع: نجاح الجمهورية الريفية في دحر الإسبان مما اضطروا إلى التحالف مع الاستعمار الفرنسي ضد المقاومة والدخول في مواجهات أدت إلى إجبار محمد بن عبدالكريم الخطابي على الاستسلام للفرنسيين. ثم أنهيت الدراسة بخاتمة أبرزت فيها أهم النتائج: مثل التحالف الأوروبي على ضرب أي قوة إسلامية أو وطنية تحاول النهوض ببلادها، وإظهار مدى المصالح المشتركة للاستعمار بشتى أنواعه ومدى ترابط مصالحهم ضد القوى الوطنية، ومدى الخراب الذي أحدثه الاستعمار للبلاد، ثم الادعاء بتحديث البلاد والنهوض بها، وظهور مدى سلبية بعض زعماء القبائل في مواجهة الاستعمار. وفي النهاية أوصي بالمزيد من الدراسات لإظهار مدى صلابة المقاومة الإسلامية التي تحدت مزاعم القوى الصليبية المتخفية وراء