الملخص
تم تجميع بيانات نسب انتشار مرض الجيارديا البشرية بمحافظة جده من سجلات مختبرات17 منشأة صحية مقسمة على القطاعات الأربع للمحافظة : ( الشمالي , الشرقي , الأوسط والجنوبي ) استنادا على المراجعين للعيادات الخارجية لتلك المنشئات الصحية في الفترة من يناير وحتى ديسمبر لعام 2005م والبالغ عددهم ( 31433) مراجع وذلك لتحديد نسب انتشار المرض في المحافظة , حيث تم فحص عينات برازهم بطريقة تركيز البراز بالترسيب باستخدام الفورمالين- ايثر , وكان عدد المصابين منهم بالمرض (429 ) مريض , وعوملت تلك البيانات إحصائيا باستخدام مربع كاي للتجانس واختبار الفرق بين نسبتين للعينات الكبيرة , وتمت معالجة البيانات باستخدام الحاسب الآلي وتم إجراء الاختبارات الإحصائية باستخدام برنامج إحصائي حاسوبي من إنتاج شركة DMC Software , ورسم البيانات المجدولة على هيئة مدرجات تكرارية , وتمت الاختبارات عند مستوى معنوية 5 % . وكانت النسبة الكلية للإصابة بمرض الجيارديا البشرية في محافظة جده لعام 2005م = ( 1٫36 ٪ ) , وتبين أن نسبة انتشار مرض الجيارديا البشرية بمحافظة جده في عام 2005م في القطاع الجنوبي هي الأعلى( 1,88٪ ) يأتي بعده القطاع الأوسط ( 1,73٪ ) فالقطاع الشرقي ( 0,85 ٪ ) ثم الشمالي ( 0 0,8 ٪ ) ,وكانت أعلى نسبة انتشار للمرض في فصل الصيف ( 1,88٪) ويأتي بعده فصل الربيع ( 1,44٪) ففصل الخريف ( 1,14٪) ثم الشتاء ( 0,92 ٪) , و شهر يونيو في فصل الصيف هو أعلى نسبة إنتشار بين شهور الميلادية لعام 2005م ( 2,36 ٪) وأدنى نسبة انتشار بين الشهور كانت في شهر يناير في فصل الشتاء( 0,53٪) , وتبين أيضا أن نسبة انتشار مرض الجيارديا في الذكور( 1,85 ٪) أعلى منها في الإناث ( 0,68 ٪ ) في عام 2005م بمحافظة جده . وكانت نسبة انتشار المرض في الفئة العمرية أقل من 5 سنوات ( 2,8 ٪ )هي الأعلى ويأتي بعدها فئة 5-14 سنة= ( 1,84٪) ثم فئة 15-39 سنة = ( 0,76 ٪) ففئة أكبر من 40 سنة= ( 0,25 ٪). كذلك تم تجميع بيانات نسب انتشار مرض الجيارديا بين طلاب مدارس محافظة جده الابتدائية والمتوسطة والثانوية من سجلات مختبرات الوحدات الصحية المدرسية للبنين بالمحافظة استنادا على المراجعين للعيادات الخارجية لتلك الوحدات الصحية في الفترة من يناير وحتى ديسمبر لعام 2005م والبالغ عددهم ( 1024 ) طالب مراجع , حيث تم فحص عينات برازهم بطريقة تركيز البراز بالترسيب باستخدام الفورمالين- ايثر , وكان عدد المصابين منهم بالمرض( 119) طالب , وكانت نسبة إنتشار المرض بين طلاب المدارس بقطاعات المحافظة لعام 2005م =( 11٫42 ٪ ) . وتبين من الاستقصاء الوبائي للمصادر المحتملة لانتقال العدوى بالجيارديا البشرية في محافظة جده أنه من أكثر الطرق المحتملة لانتقال العدوى بالمرض في المحافظة هي خزانات المنازل القديمة والغير نظيفة أو المتآكلة والغير مغطاة جيدا وكذلك المياه الملوثة بمياه الصرف الصحي أو المخلفات البرازية القادمة من الإنسان أو الحيوان , واحتمالية انتقال المرض بالعدوى الذاتية كما يحدث في دورات المياه المشتركة في الأماكن العامة كالمساجد والمدارس والمجمعات التجارية , كذلك احتمالية انتقاله عن طريق بعض العادات والممارسات البشرية كصيد الأسماك من بحيرة الأربعين وسط جده أو من البحيرات الناجمة عن مخلفات الصرف الصحي بشرق جده , إقامة المخيمات قرب هذه البحيرات , لعب الأطفال بداخل مجاري السيول المنتشرة في شتى قطاعات المحافظة , كذلك تلعب الحيوانات المستأنسة دورا كبيرا في احتمالية انتقال العدوى بالمرض كالقطط والكلاب والمواشي والطيور المنزلية والتي تعمل كعوائل خازنة للمرض إلى الإنسان عن طريق تلوث الأيدي بالمخلفات البرازية المحتوية على الطور المعدي للجيارديا بطريقة مباشرة أو غير مباشرة عند إطعامهم أو ملامستهم أو تنظيفهم , وكذلك تعتبر طيور الغربان المنتشرة في محافظة جده من العوائل الناقلة للمرض ,وهناك احتمالية انتقال العدوى بالمرض عن طريق سقي مزارع الخضروات بمياه الصرف الصحية شرق جده والمجاورة لبحيرة الصرف الصحي . ولقد دلت التحضيرات النسيجية المفحوصة بالمجهر الضوئي أن الأمعاء الدقيقة لفئران وجرذان التجارب المعملية لها منظومة نسيجية أقرب ما تكون إلى منظومة أمعاء الإنسان , وتبين من الدراسة الحالية أن الاثنى عشر واللفائفي في الفئران والجرذان كانت العضو الأكثر إصابة بمرض الجيارديا البشرية . وكانت درجة إصابة النسيج المعوي بين الخفيفة والمتوسطة , كما أن التحضيرات النسيجية المرضية أظهرت أعراض الإصابة بالمرض وهي التنكرز (الموت الخلوي), , قصر في الخملات و استطالة الغدد المعوية القصيرة ( كهوف ليبركن ) للجدر المعوية , وغالبا ما يحدث ضرر وتشوه لحدود حواف الخملات للخلايا الكأسية بالأمعاء الدقيقة للعائل مع ضرر طلائي , وكذلك تضخم وزيادة في طول الفراغات بين الخملات , التهاب الغشاء المخاطي في الأمعاء الدقيقة نتيجة الإصابة بالمرض , وتسلل الخلايا اللمفاوية وخلايا الدم البيضاء إلى الطبقة الأصلية بالأمعاء الدقيقة . أما مظاهر الإصابة بمرض الجيارديا كما بينه الفحص بالمجهر الالكتروني الماسح فتمثلت في غزو الأعداد الكبيرة جدا من الأطوار النشطة للجيارديا لأنسجة الأمعاء الدقيقة للعائل والتصاقها على الخملات وإحداث ضرر نسيجي بها . هذه الدراسة مهمة في تقييم العاملين في مجال الرعاية الصحية , المهندسين الصحيين و استراتيجيات السياسة الصحية .