العلاقات الخارجية للدولة الغزنوية (351-582 هـ / 961-1186 م)
مؤلف
صائغ، إيمان بنت علاء الدين بن إبراهيم
الملخص
هدفت هذه الدراسة :- إن دراسة العلاقات الخارجية للدول يعد أمراً في غاية الأهمية ، وخاصة إذا كانت هذه الدولة قد قامت دورٍ بارزٍ على المستويين الداخلي والخارجي ، وهذا ينطبق على كثير من الدول التي شهدها تاريخنا الإسلامي على مدى عصوره المتعاقبة ، وبخاصة منذ مطلع القرن الثالث الهجري / التاسع الميلادي ، عندما دبَّ الضعف إلى جسم الخلافة العباسية نتيجة عوامل عدة ، وأدى ذلك إلى ظهور ما عُرف بالدويلات الإسلامية المستقلة التي سيطرت على مناطق عديدة في العالم الإسلامي شرقه وغربه . ومن هذه الدول التي ظهرت في المشرق الإسلامي "" الدولة الغزنوية "" التي نشأت كإمارة صغيرة في منتصف القرن الرابع الهجري / العاشر الميلادي ، ثم أخذت في التوسع شيئاً فشيئاً حتى غدت دولة كبرى تسيطر على مناطق كثيرة من بلاد الهند ، وخراسان ، وبلاد ما وراء النهر وغيرها ، واستمرت نحو قرنين ونصف من الزمان من 351هـ - 962م / وحتى 582هـ - 1186م . وقد بلغت هذه الدولة في عهد سلطانها محمود بن سبكتكين ، المعروف بالسلطان "" محمود الغزنوي "" أقصى درجات قوتها واتساعها وازدهارها ، وذلك خلال الفترة 388هـ-421هـ/998م–1029م . ولا شك أن هذه الدولة كانت ذات قـوة كبيرة ، لها وزنها وتأثيرها ، ومكانتها بين الكثير من الدول المعاصرة لها ، كالخلافة العباسيـة ، وكل من السامانيين والغوريين والسلاجقة وغيرهم ، إذ ارتبط سلاطين الدولة الغزنوية بهذه الدول سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وفكرياً . ومما دفعني للكتابة في هذا الموضوع عدم وجود بحث خاص بالعلاقات الخارجية لهذه الدولة ، لهذا فقد اخترته ليكون موضوع دراستي للحصول على درجة الماجستير في التاريخ الإسلامي ، وأنا بذلك لا أنفي جهد من كتب في هذه الدولة ممن سبق من كُتاب والباحثين ، حيث أن هذه الكتابات وهذه الأبحاث وغيرها كانت هي الضوء الذي أنار لي الطريق للدخول في هذا الموضوع ، بل إنها كانت من جملة مصادره ومراجعه .