أثر البلاط العباسي في الأدب من (218 إلى 247 هـ.)
مؤلف
الشهري، محمد بن علي بن صالح
الملخص
الحضارة العباسية لا نختلف على أن الحضارة العربية لم تبلغ قمة مجدها إلا في العصر العباسي ، سواء في السيادة ، أو الحضارة ، أو الثروة ، حيث نشأت في هذا العصر أكثر العلوم الإسلامية ، ونُقلت أهم العلوم الأجنبية إلى اللغة العربية ، وكانت قصور الخلفاء آهلة بالأدباء والشعراء والعلماء (1) . ورافق هذه الحضارة العظيمة ، انفتاح سياسي وثقافي على الشرق والغرب ، فأصبحت بغداد مرتعاً للفرس والترك والأعاجم من جميع الأقطار ، وانعكس ذلك على التطورات السياسية التي شهدتها الدولة العباسية ، وإذا كنا نتحدث هنا عن خلافة المعتصم وابنه الواثق ، ثم المتوكل ، فلا بد من الإشارة إلى سيطرة الترك على مقاليد الدولة أحياناً ، كما لم تسلم الدولة من تدخلات الفرس في سياستها أحياناً أخرى . ولهذا فإن التحولات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية الكبيرة التي تعرضت لها الحياة العباسية ، كان من نتيجتها أن حدثت تحولات مماثلة في عقلية الإنسان العربي ، وفي فكره وثقافته ، وكان من الطبيعي جداً أن يساير الأدب هذا التطور ، وأن تظهر آثاره في اتجاهات وموضوعات الشعر العباسي (2) . ومع امتزاج الشعوب والأمم في بغداد تغيرت مظاهر الحياة العربية في الدولة العباسية ، فتركت آثاراً ملموسة على الثقافة والأدب ، وولدت بيئة جديدة