الملخص
وكان مما دفعني إلى اختيار هذا الموضوع الأمور الآتية: 1- الرغبة في تحقيق تراث أمتنا الإسلامية، وإخراجه للناس ليستفيدوا منه، وينهلوا مما فيه من العلوم النافعة، وقد نقل العلامة الشهير والحافظ الكبير شمس الدين الذهبي -رحمه الله- هذا المعنى عن الإمام المقرئ، المحدِّث النحوي، شيخ المقرئين، أبي بكر أحمد بن موسى بن مجاهد البغدادي (ت324هـ) حينما قال له رجلٌ: ((لِمَ لا تختار لنفسك حرفاً؟)) فقال: ((نحن إلى أن تعمل أنفسنا في حفظِ ما مضى عليه أئمتُنا، أحوج منا إلى اختيار))( ). 2- مكانة كتاب "" الفوائد الجسام "" العلميَّة: وذلك لما يتضمنه من فوائد جسيمة، وتعليقات نفيسة، وتعقيبات بديعة على كتاب قواعد الإمام عز الدين بن عبد السلام. 3- مكانة مؤلِّفه العلمية, فهو الملقَّب بسراج الملة والدين، شيخ الإسلام، علامة الدنيا، حافظ عصره، فقد كان له الباع الطويل في جُلِّ العلوم الشرعية, حيث كان فقيهاً أصولياً محدِّثاً أديباً مفسِّراً، وله مؤلفات جمة في فنون عديدة. 4- كتاب "" الفوائد الجسام "" أوَّلُ كتابٍ يصل إلينا من كتب المتقدمين، التي تعني بكتاب ""القواعد الكبرى""، ففي إخراجه خدمةٌ للأصل. 5- حسن منهجه في هذا الكتاب، وسيأتي تفصيل ذلك في مطلبٍ مستقلٍّ إن شاء الله. 6- أن في التحقيق فوائد للباحث، يحصل عليها من خلال تعامله مع فنون متنوعة، ومصادر متعددة، ويساعد الطالب على معرفة كتب الفن، والاستفادة منها، ويجعله يلمّ بأبواب الفن ومسائله غالباً، بما يكوِّن عنده القدرة على إيجاد مواضيع تتسم بصفة الابتكار والتجديد.