نصرة المرأة للدعوة إلى الإسلام في عصر الدولة الأموية والعباسية
مؤلف
الموسى، سارة عبد العزيز
الملخص
والمرأة أيضا أم الرجال وصانعة الأبطال، فكانت دائما من وراء العظماء، و خير مثال على ذلك أم المؤمنين خديجة زوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، حينما يعود إليها من غار حراء يرجف فؤاده، و ترتعد أطرافه، ويقول دثروني دثروني، فتلقاه في شجاعة قلب ورباطة جأش، وتقول له: «أبشِر فواللَّهِ لا يُخزيكَ اللَّهُ أبدًا واللَّهِ إنَّكَ لتصِلُ الرَّحمَ وتصدُقُ الحديثَ وتحملُ الكلَّ وتُكْسِبُ المعدومَ وتَقري الضَّيفَ وتُعينُ علَى نوائبِ الحقِّ» (صحيح مسلم). ثم تنطلق به إلى ابن عمها ورقه ابن نوفل وكان زعيما بتفسير هذا وظلت خديجة بجانب النبي صلى الله عليه وسلم تؤازره، وتسري عنه ما يلقاه من عنت القوم، وجهلهم و سفاهة رأيهم، وكانت لقوة شخصيتها، وسعة صدرها حصنا مكينا للدعوة المحمدية في أشد محنها وأعسر أيامها .