الوشم في عهد الملك عبد العزيز : دراسة تاريخية
مؤلف
ابن رازن، ضيف الله بن دليم
الملخص
فقد ع ِ رفت الوشم منذ أقدم الأزمنة، ويظهر أن عمرها موغل في القدم، وإن لم ترد في ذلك نصوص ظاهرة، إلا أ ّ ن الاستنتاجات مم ُ ا د ِّون فيما بعد عن بلاد العرب، وفيما رصد عن منطقة الوشم واليمامة يعطي هذا المفهوم.)(1 والحقيقة أن الوشـم عايشـت التاريخ بجميع حقبه منذ العصور الجاهلية وحتى التاريـخ الحديث والمعاصر، فلا تكاد تخلو حقبة من هذه الحقب إلا وللوشـم ذكر فيها، وما يهمنا هنا بالذات هي فترة عصر الملك عبدالعزيز - رحمه الله - تلك الفترة التي تبدأ من عام 1319ه/1902م وحتى وفاته عام 1373ه/1953م. وللتعريف بالموضوع لا بد من تحديد الأطر المكانية والزمانية للدراسـة، فالوشم ي ً عتبر أحد مناطق وسـط نجد، وإقليم ً ـا مهما من أقاليمها المتعـددة، حيث يتميز بموقع متوسط في الجزيرة العربية بين دائرتي عرض °25و °25?30شمال خط الاستواء، وخطي طول °45و °45?30شرق خط جرينتش. أما الحدود الإدارية للوشـم ِّ فمن الغرب السـر، ومن الشـرق المحمل وسـدير، ومن ا ِ لجنوب الع ْرض، بينما يحده من الشـمال القصيم، فهو بذلك يتوسط أقاليم نجد الرئيسة ويربط شمالها بجنوبها. وتكاد تكون مدينة شـقراء – قاعـدة الإقليم – في منتصف المسـافة بين المنطقة الشرقية والمنطقة الغربية من المملكة العربية السعودية، حيث تبعد عن كل منهما حوالي 700كم تقريبً ً ا، الأمر الذي جعل شـقراء سوق ً ا تجاريا تمر به القوافل، سواء قوافل الحج أو القوافل التجارية، وخاصة القادمة من غرب الجزيرة إلى شرقها والعكس كذلك، حيث يمر بها الطريق البري الذي يمتد من الكويت إلى الحجاز