آيات النعيم الأخروي في القرآن الكريم: دراسة بلاغية تحليلية
مؤلف
العثيم، خالد بن محمد بن إبراهيم
الملخص
لقد وصف القرآن الكريم مشاهد العالم الآخر وصفاً مجسماً في صور حسية بصرية، واهتم بإظهار المعاني الخفية في صور جلية ، فكان ذلكم التصوير موحياً بمعاني النعيم الذي يغمر نفوس الفائزين ، لتبقى آثاره قائمة في الأذهان ؛ لذا كان في النظم القرآني تشخيص لما يجري في ذلك اليوم مرة ، ووصف لما يصير الإنسان إليه مرة ثانية، وعرض لصور النعيم مرة ثالثة ، ومن خلال بدائع هذا الأسلوب الوصفي المعجز ، يقف المتأمل في العالم الأخروي الغيـبي على عالم فسيح حي في جنان نضرة، وأفنان وارفة ، ويلحظ حال المؤمن وهو يتقلب في روضات النعيم متلذذاً بسائر أنواع التنعيم. إنّ ذلكم التنوع في ألفاظ النعيم، وجمله، وبيانه، وبديعه، ليحمل دلالات ثرية تخاطب العقل، وتحرك الوجدان ، لتكون وسائل إثارة تستحث الخطا إلى الفوز بها ولعمري إنّ التعمق في دراسة هذه الدلالات لهو حياة القلب ، ومتعة النفس، وقربة للرب جلَّ وعلا بخدمة كتابه ، والوقوف على أسرار بيانه المعجز ثم إنّ من ثمار هذه الدراسة البيانية لهذا الموضوع استحضار هيئة تلك الحياة الأبدية وتقريبها واستجلاب صور العيش فيها من خلال معاني تلك الدلالات البلاغية ، ذلك العيش الذي يتجاوز الحدود والقيود ، وذلك التصور الذي من شأنه أن يبعث همم المؤمنين إلى المنافسة في استباق الخيرات ، وفي الوقت نفسه من شأنه أن يضعف السعار الذي ينطلق من شعور