اختيارات أبي جعفر النحاس في التفسير من أول سورة الحجر إلى آخر سورة النمل /
مؤلف
الزهراني، عبد الهادي بن علي
الملخص
من خلال عنوان الرسالة يتضح أنها تدور حول باب مهم من أبواب علم التفسير ، وهو : التفسير المقارن، وذلك بالبحث في الآيات التي اختلفت فيها أقوال المفسرين، والمقارنة بين تلك الأقوال، وعرضها على الأدلة النقلية والعقلية، للخروج بالقول المختار إن شاء الله. وقد اقتضت طبيعة البحث تقسيمه إلى قسمين : القسم الأول : حياة أبي جعفر النحاس، وصيغ وأوجه الترجيح والاختيار عنده. والقسم الثاني : عرض المسائل ومناقشتها بالتفصيل. فبدأت أولاً بالتعريف بأبي جعفر النحاس، من خلال الحديث عن اسمه ونسبه وشهرته وطلبه للعلم، ورحلاته وجولاته ، وأشهر شيوخه وتلاميذه، وأهم مؤلفاته ومصنفاته، والتعرض لمذهبه العقدي، وأخيراً وفاته . ثم تطرقت لمعنى الاختيار والترجيح في اللغة والاصطلاح ، والفرق بينهما. مع بيان صيغ وأوجه الاختيار والترجيح عند أبي جعفر النحاس. وأما القسم الثاني ـ وهو صلب الرسالة ـ فقد استعرضت فيه المسائل التي فيها رأي جلي ، واختيار واضح لأبي جعفر النحاس ، من أول سورة الحجر إلى آخر سورة النمل، حسب ترتيب المصحف. هذا وقد ظهر لي جلياً من خلال هذا البحث تقدم النحاس رحمه الله وتميزه في علوم وفنون شتى فقد كان إماماً في اللغة نحواً وصرفاً وإعراباً ، وكان عالماً بالتفسير ، واسع المعرفة بأقوال أهل العلم من السلف في تأويل القرآن الكريم وبيان معانيه ، وكان فقيهاً لامعاً ، ومحدثاً فاضلاً ، كثير التأليف والتصنيف . وكان لتميزه رحمه الله أبرز الأثر في تفسيره ، بل كان مقرراً لكثير من القواعد اللغوية والتفسيرية، واستخدامها في الترجيح والاختيار ، و لم يكن رحمه الله مقلداً في اختياراته العلمية ، أو متعصباً لمذهب أو شخص معين ، بل كان في الأغلب مجتهداً يعتمد الدليل والنظر.