المكفرات عند علماء الحنفية في أصول الإيمان : عرض ودراسة
مؤلف
الجماز، خالد بن عبد العزيز
الملخص
أهمية الموضوع 1- خطورة التكفير وكثرة الخائضين فيه بغير علم وبصيرة وهم كُثر في القديم والحديث ولربما أخذ المتأخر من المتقدم وآثار الخطأ فيه عظيمة وجسيمة. 2- الحاجة الماسة وخصوصاً في هذا العصر الذي كثُر فيه المتعالمون وظهر فيه المتكلفون والمتنطعون فصار كل هؤلاء يدلي بدلوه بين الدلاء؛ لذا كانت الحاجة ماسة لبيان هذا الباب تحذيراً للأمة من طرق التكفير بغير علم ومسالكه المهلكة. 3- اهتمام علماء الحنفية -رحمهم الله- بهذا الباب وبخاصة فيما يتعلق بالكفر والمكفرات من الأفعال والألفاظ ومما يدل على اهتمامهم بهذا الباب ما قاله ابن حجر الهيتمي : ""وهذا باب واسع أكثر من اعتنى به الحنفية ثم أصحابنا كما ستعلمه"" ( ). وقال أيضاً t: ""وقد توسع أصحابه أي -أبو حنيفة- في المكفرات، وعدوا منها جُملاً مستكثرة جداً، وبالغوا في ذلك أكثر من بقية المذاهب""( ). وممن أشار إلى أهمية هذا الموضوع من الباحثين: د. الطيب الشنقيطي حيث بيّن أن للحنفية اهتماماً كبيراً فيه وذلك من خلال تحقيقه لكتاب ""شرح ألفاظ الكفر""( ). وكذا الدكتور شمس الدين الأفغاني - جهود علماء الحنفية في إبطال عقائد القبورية ( ). وإذا كان أصحاب أبي حنيفة t اختلفوا بعده في مسائل أصول الدين، حتى أصبح كثير منهم يذكر المسائل على أنها من معتقد أبي حنيفة -وهي عند التحقيق مناقضة لأقواله، إذ إن أبا حنيفة لم يخالف منهج السلف في الجملة، ومن تلك الأغلاط التي وقع فيها كثير من أتباع أبي حنيفة التشديد في بيان المكفرات وبعضها لم يبلغ حد الكفر ثم نسب إلى مذهب أبي حنيفة وهي ليست على أصول مذهبه كما أشار إلى ذلك ابن القيم tفقال: ""ثم إن هذا رأى التحايل بالحيل المحرمة على مذهب أبي حنيفة وأصحابه أشد، فإنهم لا يأذنون في كلمات وأفعال دون ذلك بكثير ويقولون: إنها كفر""( ). ثم ذكر عدة نماذج منها. فكان عرض تلك المكفرات ودراستها وإيضاح مدى موافقتها لمذهب أبي حنيفة ومذهب السلف ذا أهمية بالغة. 4- إن بيان هذا الباب من التحذير للأمة من الوقوع في هذه المزالق الخطيرة، والتي قد يخرج بها الإنسان من دينه ولأنه لابد للإنسان من تعلم كيف يجتنب الشر حتى لا يقع فيه، وقد قال عمر بن الخطاب z: ""إنما تنتقض عرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام مَنْ لا يعرف الجاهلية""( ). أسباب اختيار الموضوع 1- إن مذهب الحنفية من أوسع المذاهب انتشاراً، وهم أكثر مَنْ بحث في هذا الباب، فدراسة آرائهم وتقويمها مما يزيد في إيضاح هذه المسألة. 2- اختلاف المنتسبين إلى أبي حنيفة في مسائل أصول الدين حيث هناك الماتريدية، وهم الأكثر والمعتزلة، والجهمية، وكلهم قد فارقوا مذهب أبي حنيفة t في مسائل أصول الدين مما جعل مسألة التكفير مضطربة عند جمهور الحنفية فكان لزاماً عليَّ أن أبحثها نصحاً للمنتسبين لأبي حنيفة في فروع الدين وأصوله. 3- إن الكفر والمكفرات من أهم مباحث أصول الدين التي احتدم فيها النزاع قديماً وحديثاً بين أهل السنة والطوائف المبتدعة. ومن هنا رأيت أن أكتب في هذا الموضوع؛ لأنه -في نظري- بحاجة إلى البحث والتمحيص والدراسة العلمية المتأنية. 4- عدم وجود بحث علمي مؤصل تناول الكفر والمكفرات عند علماء الحنفية في أصول الإيمان، لذا رغبت في أن يكون بحثي في هذا الموضوع. أهداف البحث 1- إيضاح موضوع الكفر والمكفرات، وتعظيم شأنه، وبيان خطر القول فيه بغير علم. 2- عرض المكفرات عند علماء الحنفية في أصول الإيمان ونقدها على منهج السلف. 3- بيان منهج السلف في مسألة الكفر والمكفرات.