الملخص
إن الموقف من المخالف في الدين عند المسلمين لحقه الخلل بالإفراط والتفريط، وحاد عن شرعة الله جل وعلا ونهج نبيه لذا كان من الأهمية بمكان إبراز الموقف الصحيح للإسلام من المخالفين في الدين من خلال النصوص الشرعية، وهدي النبي ، وعمل السلف الصالح رضوان الله عليهم؛ ليكون مساهمةً في تصحيح الخلل الذي اعترى موقف المسلمين من مخالفيهم الدين، وإظهاراً لحقيقة موقف الإسلام من مخالفيه. وانطلاقاً من ذلك فقد جعلت من هدي النبي وسيرته مع مخالفيه الأساس الذي يعتمد عليه في فهم وتطبيق نصوص الشرع الواردة في المخالف في الدين، إذ أن فعل النبي هو التعبير الصادق عن مراد الله جل وعلا من تلك الأحكام والأوامر والنواهي. واتباعاً للمنهجية العلمية فقد بدأت الدراسة بتمهيد عن موقف الإسلام من الخلاف في الأصل وكيف جعله سنةً كونية لا تتبدل ولا تتغير، ثم قسمت الدراسة إلى أربع فصول وخاتمة. فكان الفصل الأول: عن كبرى معالم موقف الإسلام من المخالف في الدين، وفي هذا الفصل بدأت بتوطئة عن عالمية دين الإسلام وأنه شرعة للناس كافة، ثم أوردت ست مباحث : الأول عن الحرص على هداية الناس، والثاني: عن الإكراه في الدين، والثالث: إقامة العدل، والرابع: التعامل مع أهل السلم، والخامس: قتال المخالفين، والسادس: اعتبار المصالح والمفاسد في الموقف من المخالف في الدين.