آراء ابن رشد الحفيد الفقهية من خلال كتابه : بداية المجتهد ونهاية المقتصد من أول كتاب النكاح إلى آخر الكتاب : "" جمعا ودراسة
الملخص
وقد أدرك علماء الشريعة الأبرار، وفقهاء الملة الأخيار، من سلف هذه الأمة وخلفها الصالح-رضوان الله عليهم- ما للفقه من المكانة الخاصة والأهمية البالغة، فوجّهوا عنايتهم له، وصرفوا له نفائس أوقاتهم، تدريساً وتصنيفاً، وشرحاً وتعليقاً، وتقعيداً، وتأصيلاً، واستنباطاً للأحكام من نصوص الكتاب والسنة، وعلى رأسهم الأئمة الأربعة –رحمهم الله تعالى- الذين أفنوا أعمارهم في خدمة هذا العلم. وقد بذل أصحاب أولئك الأئمة جهودهم واجتهادهم في نشر مذهب إمامهم، والتفريع عليه، وتقعيده والاستدلال لأقوال إمامهم في مؤلفات زخرت بها المكتبات الإسلامية، إلا أنهم تباينت طريقتهم في مؤلفاتهم، فمنهم من ألف في نطاق مذهب إمامه، ومنهم من ضم المذاهب الفقيهة الأخرى بين دفتي مؤلَّفه، مبيناً أدلة الخلاف، ووجه الاستدلال، مع الترجيح لما يقوى عنده رجحانه أو يظهر، دون تعصّب لرأي إمامه. ومن أولئك القاضي أبو الوليد محمد بن رشد القرطبي في كتابه بداية المجتهد ونهاية المقتصد. ولما أكرمني الله بالقبول في مرحلة الماجستير، في الجامعة الإسلامية، بقسم الفقه، أخذت أبحث عن موضوع ليكون رسالتي في هذه المرحلة، فاهتديت إلى موضوع [ آراء ابن رشد الحفيد الفقهية من خلال كتابه بداية المجتهد ونهاية المقتصد ]. وقد سبقني إلى هذا الموضوع الأخ الفاضل الزميل أويدروغو تيديان، بالتسجيل فيما يتعلق بآرائه الفقهية من بداية الكتاب إلى نهاية كتاب الأطعمة والأشربة، فكان له الفضل -وفقني الله وإياه- فاقتفيت أثره بجمع آراء ابن رشد الحفيد الفقهية من خلال كتابه بداية المجتهد من أول كتاب النكاح إلى آخر الكتاب. فاستخرت الله- عز وجل - فما خاب من استخار، واستشرت بعض مشايخي الكبار-حفظهم الله- وبعض زملائي الخيار، وفقني الله وإياهم - ولا ندم من استشار- فلم أجد منهم إلا حثّاً واستحسناً وترغيباً في الموضوع، فشرح الله صدري، فسعيت جادّاً في إعداد الخطة، متوكلاً على الله مستعيناً به، فجردت الكتاب جمعاً لآرائه، حتى تم ذلك بحمد الله تعالى تحت عنوان: [ آراء ابن رشد الحفيد الفقهية من خلال كتابه بداية المجتهد ونهاية المقتصد من أول كتاب النكاح إلى آخر الكتاب، جمعاً ودراسة ] والله أسأل الإخلاص في عملي هذا، وأن ينفع به الأمة الإسلامية. أهمية الموضوع وأسباب اختياره. تتجلى فيما يلي: 1-مكانة ابن رشد الحفيد العلمية فهو من العلماء المجتهدين، والفقهاء المحررين المنصفين، فلم يمنعه انتسابه للمذهب المالكي من اتباع الدليل والعمل بما ترجح لديه من الأقوال بدليله وإن اقتضى ذلك مخالفة مذهبه، ويظهر ذلك جليّاً في آرائه. 2-مكانة كتابه العلمية، فيعتبر كتابه بداية المجتهد ونهاية المقتصد أثراً علميّاً مختصراً رفيع الدرجة ضم كثيراً من الأحكام الفقهية التي لا غنى لأحد عنها؛ إذ إنه كتاب فقهي مختصر جمع أغلب مذاهب فقهاء الأمة وآراء وروايات كل منهم مع توضيح الأدلة والحجج التي استند إليها كل مذهب. 3-جمع آراء ابن رشد الحفيد الفقهية في كنـز علمي ليسهل الرجوع إليه والاستفادة منه. 4-إنّ جمع وقراءة آراء مثل هذا العالم تمنح الباحث مَلَكة فقهية وخاصة من هذا الأثر العلمي المختصر الجامع. 5-الاطلاع على اجتهادات الفقهاء. 6-إبراز مكانة ابن رشد العلمية. 7-تزويد المكتبة الإسلامية بمؤلَّف يُلَبِّي حاجة الجمهور.