قياس العكس في الجدل النحوي عند أبي البركات الأنباري (ت:577هـ)
الملخص
يعالج هذا البحث نوعًا غائبًا من أنواع القياس عن دراستنا النظرية لـ( أصول النحو ) ، مع أن له حضورًا في فكر النحاة وجدلهم واستدلالاتهم . وقد بدأ هذا البحث بتمهيد راجع فيه ( أصول النحو ) بالصورة التي يراها أبو البركات الأنباري ( ت 577 هـ ) الذي اختيرت كتبه لتكون ميدانًا للدراسة في هذا البحث ، وقد بيَّن التمهيد العناصر التي أسهمت في تكوين فكر هذا الرجل ، وكشف عن تأثره الكبير بأصول الفقه الشافعي ، وحدَّد المخاطر والمخاوف التي يرى أن استنساخ ( أصول الفقه ) في التأليف في ( أصول النحو ) ستفضي إليها، وحدد طبيعة العلاقة الراشدة التي يجب أن تقوم بين هذين العلمين ، ووظف ذلك كله في رسم تصور كلي لأصول النحو .ثم شرع في الباب الأول في دراسة ( قياس العكس ) دراسة وصفية ، حيث عرض صورة قياس العكس كما ظهرت في كتب أصول الفقه ، ونقد هذه الصورة وبين ما فيها من قصور وخلل، ثم استند إلى ذلك في رسم تصور دقيق لقياس العكس أفضى إلى جعله قسمين: ( قياس فرق ) و( قياس سبر ) ، وضع لكل منهما تعريفه وبين حدوده وقيوده . ثم عقد فصلًا جمع فيه جميع المواضع التي استدل فيها النحاة بـ( قياس الفرق ) في الجدل النحوي عند الأنباري ، أتبعها بحديث وصفي عن ( أركان القياس ) فيها و( وجوه الفرق ) ، و( القوادح ) ، ثم جمع جميع المواضع التي استدل فيها النحاة عند الأنباري بـ( قياس السبر ) ، وأتبعها بحديث وصفي عن ( أركان القياس ) فيها ، و( وجوه السبر ) ، و( القوادح ) . ثم لما فرغ من الدراسة الوصفية في هذا الباب ، عقد بابًا لدراسة استدلالات الكوفيين والبصريين بقياس العكس ، ودرسها دراسة جدلية عميقة ، تعرض الاستدلالات ، وتجمع ما ورد على كل واحد منها من اعتراضات ، ثم تجمع ما ورد على كل اعتراض من جوابات ؛ لتصل إلى ترجيح قبول الاستدلال ، أو قبول الاعتراض ، أو قبولهما معًا لتكافئهما . وقد خلص هذا البحث ، بفضل الله ، إلى عدد كبير من النتائج في جانبيه الوصفي والتطبيقي ، جمعها في خاتمته .